للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الإفتاء، وتداولتها أيدي الفقهاء في كل زمان ومكان، لأنه احتوى على المسائل التي يغلب وقوعها وتمسّ الحاجة إليها بدون التعرض للفروض النادرة.

وبجانب ذلك نرى أن الإمام قاضي خان يسلك فيه مسلك الترجيح عند تعدّد الروايات من أئمة المذهب المتقدمين وكثرة الأقاويل من المتأخرين، وكلّ ذلك جعل هذه المجموعة الطيبة المختارة من الفتاوى تحوز القبول والاعتماد لدى العلماء (١).

يقول حاجي خليفة في بيان وصفه وأهمّيته: "هي مشهورة، مقبولة، معمول بها، متداولة بين أيدي العلماء والفقهاء، وكانت هي نصبَ عين من تصدّر للحكم والإفتاء". (٢)

ووصفها العلامة اللكنوي بقوله: "وله الفتاوى المشهورة المتداولة … انتفعت بفتاواه، وهي في أربعة أسفار معتمدة عند أجلّة الفقهاء، حتى قال قاسم بن قطلوبغا في تصحيح القدوري: ما يُصحّحه قاضي خان مقدم على تصحيح غيره (٣)؛ لأنه فقيه النفس" (٤).

أما طريقته وترتيبه ومنهجه الذي وضعه المؤلف نُصبَ عينيه في الفتاوى، فخير ما عبّره هو نفسه في فاتحة الكتاب قائلا:

"ذكرتُ في هذا الكتاب من المسائل التي يغلب وقوعُها وتمسّ الحاجة إليها، وتدور علميها واقعات الأمّة، ويقتصر عليها رغبات الفقهاء والأئمة، وهي أنواع وأقسام: منها ما هي مروية عن أصحابنا المتقدمين، ومنها ما هي منقولة عن المشائخ المتأخرين رضوان الله عليهم أجمعين، ورتّبتُه ترتيبَ الكتب المعرفة.


(١) "القواعد والضوابط المستخلصة من التحرير" ص ١٤٨.
(٢) "كشف الظنون" ٢/ ١٢٢٧.
(٣) ينظر ترجيح وتصحيح قاضي خان في فتاواه مثلا: ١/ ١٨، ٢٢، ٢٤، ٣٥، ٢٠٦، ٢١٤، ٢١٥، ٢٤٠، ٢٦٩، ٢٧٨، ٣٠٧، ٣٢٨، ٣٣٥، ٣٣٦، ٣٥٠، ٣٥٤، ٣٧٧، ٤٢٢، ٤٢٧، ٤٣٢، ٤٥١، ٥٣٠، ٥٣٦، ٥٤٢.
(٤) "الفوائد البهية" ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>