للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتصنيف لفنون علوم الحلال والحرام منزلة رفيعة يعظمه أصحابه جدا". (١)

وحكي عن الإمام الشافعي أنه قال: "حملت عن محمد بن الحسن وقر بُختيّ كتبا" (٢) أي حمل بعير ذكر. وقال "إني لأعرف الأستاذيّة عليّ لمالك، ثم لمحمد بن الحسن". وقال أيضًا: "ما سألت أحدا عن مسألة إلا تبين لي تغير وجهه إلا محمد بن الحسن" (٣).

ومما لا شك فيه أن أوّلياته العلمية المتميزة، وسَبقه في تصنيف الفقه الإسلامي وتدوينِه من حيث سعة المسائل ودقّتها وغزارة مادتها وتنوع العلوم الفقهية، وسيادته في تخريج الفروع الفقهية على القواعد النحوية، وتأسيسه لعلم الفروق الفقهية، والاقتصاد الإسلامي والقانون الدولي الإسلامي يجعله حقيقا لأن يعدّ من أعظم رواد الفقه الإسلامي ونوابغه عبر التاريخ (٤).

[وفاته]

ولاه الخليفة هارون الرشيد منصب قاضي القضاة، حكاه الحافظ الذهبي قائلا: "ولي قضاء القضاة للرشيد، ونال من الجاه والحشمة ما لا مزيد عليه" (٥)، وحمله معه الرّيّ (٦) سنة


(١) أخبار أبي حنيفة وأصحابه ص ١٢٠، وانظر مناقب أبي حنيفة للكردري ٢/ ٤٢٦.
(٢) تهذيب الأسماء واللغات" للنووي ص ٨١، تاريخ بغداد ٢/ ١٧٦، مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه للذهبي ص ٨١، أخبار أبي حنيفة وأصحابه ص ١٢٣.
(٣) "مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه" ص ٨١. و"أخبار أبي حنيفة وأصحابه" ص ١٢٣، ١٢٥.
(٤) وقد كشف الأستاذ الدكتور علي أحمد الندوي عن مقامه الاجتهادي، وبيّن أوّلياته العلمية، ومكانته في علم الفروق الفقهية، وتضلّعه في علم اللغة والنحو، وريادته في علم الاقتصاد الإسلامي والقانون الدولي الإسلامي، وقدّم نماذج من اتجاهاته الفقهية المستقلة، وفصّله خير تفصيل في كتابه: "الإمام محمد بن الحسن الشيباني نابغة الفقه الإسلامي" فليرجع ص ١٥٠ - ٢٢٢. كما تناوله بالتفصيل الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي في الباب الرابع من كتابه "الإمام محمد بن الحسن الشيباني وأثره في الفقه الإسلامي". وانظر الكتاب الأول من سلسلة "أعلام الاقتصاد الإسلامي، للأستاذ شوقي أحمد دنيا.
(٥) "مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه" ص ٨٠.
(٦) "الرّي" مدينة كبيرة من بلاد الجبل أو بلاد الديلم، والنسبة إليها الرازي على خلاف القياس "تقويم البلدان" ص ٤٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>