للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن بيري: "إذا كانت الواقعة مختلفًا فيها، فالأفضل والمختار للمجتهد أن يأخذ بالدلائل، وينظر إلى الراجح عنده، والمقلّد يأخذ بالتصنيف الأخير وهو "السير" (١).

وقد احتفى الرشيد بهذا الكتاب جدًّا، وأسمعه ابنيه الأمين والمأمون (٢).

وهذا الكتاب من جملة الكتب التي تبرز فيها شخصية الإمام محمد محدّثًا وراويةً فنراه يوثّق كلّ قول بنصوص وآثار.

ومن الموضوعات التي اعتنى بها كثيرًا في هذا الكتاب موضوع "الأمان"، فقد عقد بابًا مفصلًا، وأفاض في بحثه، وبنى مسائله على أصول فقهية ونحوية مهمة. ولذلك نوّه الإمام السرخسي بهذا الجانب في شرح الكتاب، فقال: "اعلم بأن أدق مسائل هذا الكتاب وألطفها في أبواب الأمان، فقد جمع بين دقائق علم النحو ودقائق أصول الفقه .... وقيل: … من أراد امتحان المتبحرين في النحو والفقه فعليه بأمان السير" (٣).

كما تعرّض الشيباني لموضوع السير في آخر كتاب الزيادات أيضا.

وكان من منهج الإمام السرخسي في شرحه أنه يغض النظر عن ذكر المسائل التي سبق بيانها في "شرح الزيادات" (٤) له، أو المبسوط (٥)، ولذلك لما وصل إلى "باب ما يكره في التفريق بين الرقيق في البيع اكتفى بقوله: "قد مر هذا الباب في "الزيادات" على هذا النظم والترتيب" (٦).

وقال في "باب الأسير والمفقود وما يصنع بما لهما" .... "اعلم بأن أكثر مسائل هذا


(١) "عمدة ذوي البصائر على الأشباه والنظائر" لابن بيري ص/ ٣ ب.
(٢) "بلوغ الأماني" ص ٦٤.
(٣) "شرح السير الكبير" للسرخسي ١/ ٢٥٣، باب أمان الحر المسلم والصبي والمرأة والعبد والذمي.
(٤) أشار السرخسي إلى كتابه "شرح الزيادات" في مواضع من كتابه المبسوط انظر ٨/ ١٢٢، ٢١/ ٣٦، ٢٣/ ٨٥، ٢٥/ ١٤٧.
(٥) انظر "الجزء العاشر من المبسوط" من ص ٢ - ١٤٤.
(٦) "شرح السير الكبير" ٥/ ٢٠٧٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>