للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمود بن أحمد بن عبد السيد قراءة عامّتها، وإحكام صورها ومبانيها، والوقوف على حقائقها ومعانيها، فبلّغه درجة الإفتاء والدراسة، وارتقى مرقاة الشرف والرئاسة، متّعه الله تعالى بما أعطاه وجعل الجنة مأواه؛ كتبت هذه الأسطر رجاء أن يذكرني بالدعاء الصالح. فإنه أحسن مسئول وأنفس مأمول" (١).

ثم أضاف إلى ذلك التميمي: "ورأيت أيضًا على ظهر النسخة المذكورة بخط الحصيري ما صورته: قال مولانا وسيدنا القاضي الإمام الأجل الأستاذ قاضي القضاة فخر الملة والدين ركن الإسلام والمسلمين، بقية السلف، أستاذ الخلف، مفتي الشرق والصين أبو المفاخر الحسن بن منصور بن محمود بن عبد العزيز متّع الله الإسلام والمسلمين بطول بقائه (٢).

"وهذه الإجازة بمثابة تزكية من الإمام قاضيخان لتلميذه النابغة الحصيري، وإنها شهادة إمام خبير لتلميذ نبيه، ويُعَدّ مثل هذا التلميذ عنوان مجد ووسام فخر لأستاذه أيضًا، ثم تعليق الحصيري على الشهادة المذكورة، فيه إشارة واضحة إلى مدى علاقته بأستاذه والاعتراف بعظيم مناقبه" (٣).

توفي الحَصيري في صفر سنة ٦٣٦ هـ، وله تسعون سنة، قال الذهبي: "ازدحم الخلق على نَعشه وحمَله الفقهاء على الرءوس، وكان يوما مشهودا" (٤).

٥ - محمد بن عبد الستار بن محمد، المعروف بشمس الأئمة، الكَردري (٥):

ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وقرأ بخوارزم على الشيخ برهان الدين ناصر المطرّزي صاحب "المغرب"، ثم رحَل لطلب العلم إلى ما وراء النهر، وتفقّه بسمرقند


(١) "الطبقات السنية"، رقم الترجمة ٢٤٢٠.
(٢) المصادر السابقة.
(٣) "القواعد والضوابط المستخلصة من التحرير" للدكتور علي أحمد الندوي، ص ٤٥.
(٤) سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٥٤، "تاريخ الإسلام" للذهبي ج ١٧ ترجمة الحصيري.
(٥) نسبة إلى الجدّ المنتسب إليه، وكَرْدَر بفتح أوله ثم السكون، ناحية من أعمال جُرجانية خوارزم.
"الجواهر المضية" ٣/ ٢٢٨، و"معجم البلدان" ٤/ ٥١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>