ثَامِنَ صَفَرٍ، وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ الصُّوفِيَّةِ، تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ آمِينَ. تُوُفِّيَ وَلَهُ تِسْعُونَ سَنَةً، وَأَوَّلُ دَرْسِهِ بِالنُّورِيَّةِ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَ وَسِتِّمِائَةٍ، بَعْدَ الشَّرَفِ دَاوُدَ الَّذِي تَوَلَّاهَا بَعْدَ الْبُرْهَانِ مَسْعُودٍ أَوَّلِ مُدَرِّسِيهَا - رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى -.
الْأَمِيرُ عِمَادُ الدِّينِ عُمَرُ بْنُ شَيْخِ الشُّيُوخِ صَدْرِ الدِّينِ عَلِيِّ بْنِ حَمُّوَيْهِ
كَانَ سَبَبًا فِي وِلَايَةِ الْجَوَادِ دِمَشْقَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى مِصْرَ، فَلَامَهُ صَاحِبُهَا الْعَادِلُ، فَقَالَ: الْآنَ أَرْجِعُ إِلَى دِمَشْقَ، وَآمُرُ الْجَوَادَ بِالْمَسِيرِ إِلَيْكَ، عَلَى أَنْ تَكُونَ لَهُ إِسْكَنْدَرِيَّةُ عِوَضَ دِمَشْقَ، فَإِنِ امْتَنَعَ عَزَلْتُهُ عَنْهَا، وَكُنْتُ أَنَا نَائِبَكَ فِيهَا. فَنَهَاهُ أَخُوهُ فَخْرُ الدِّينِ بْنُ الشَّيْخِ عَنْ تَعَاطِي ذَلِكَ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَرَجَعَ إِلَى دِمَشْقَ، فَتَلَقَّاهُ الْجَوَادُ إِلَى الْمُصَلَّى، وَأَنْزَلَهُ عِنْدَهُ بِالْقَلْعَةِ بِدَارِ الْمَسَرَّةِ، وَخَادَعَهُ عَنْ نَفْسِهِ، ثُمَّ دَسَّ إِلَيْهِ مَنْ قَتَلَهُ جَهْرَةً فِي صُورَةِ مُسْتَغِيثٍ بِهِ، وَاسْتَحْوَذَ عَلَى أَمْوَالِهِ وَحَوَاصِلِهِ، وَكَانَتْ لَهُ جَنَازَةٌ حَافِلَةٌ، وَدُفِنَ بِقَاسِيُونَ.
الْوَزِيرُ جَمَالُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ جَرِيرٍ
وَزَرَ لِلْأَشْرَفِ، وَاسْتَوْزَرَهُ الصَّالِحُ أَيُّوبُ أَيَّامًا، ثُمَّ مَاتَ عَقِبَ ذَلِكَ، كَانَ أَصْلُهُ مِنَ الرَّقَّةِ، وَكَانَ لَهُ أَمْلَاكٌ يَسِيرَةٌ يَعِيشُ مِنْهَا، ثُمَّ آلَ أَمْرُهُ أَنْ وَزَرَ لِلْأَشْرَفِ بِدِمَشْقَ. وَقَدْ هَجَاهُ بَعْضُهُمْ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِالْخَوَانِيقِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، وَدُفِنَ بِمَقَابِرِ الصُّوفِيَّةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute