للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا كُلُّ مَنْ يَلْقَاكَ يَلْقَاكَ قَلْبُهُ … وَلَا كُلُّ مَنْ يَحْنُو إِلَيْكَ مَشُوقُ

تَكَاثَرَتِ الدَّعْوَى عَلَى الْحُبِّ فَاسْتَوَى … أَسِيرُ صَبَابَاتِ الْهَوَى وَطَلِيقُ

أَيُّهَا الْآمَنُونَ، هَلْ فِيكُمْ مَنْ يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ؟ أَيُّهَا الْمَحْبُوسُونَ فِي مَطَامِيرِ مُسَمِّيَاتِهِمْ، هَلْ فِيكُمْ سُلَيْمَانُ الْفَهِمُ لِفَهْمِ رُمُوزِ الْوُحُوشِ وَالْأَطْيَارِ؟ هَلْ فِيكُمُ مُوسَوِيُّ الشَّوْقِ يَقُولُ بِلِسَانِ شَوْقِهِ: أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ فَقَدْ طَالَ الِانْتِظَارُ؟!.

وَقَالَ بَعْدَ الِاسْتِسْقَاءِ: لَمَّا صَعِدَتْ إِلَى اللَّهِ ﷿ نَفْسُ الْمُشْتَاقِ، بَكَتْ آمَاقُ الْآفَاقِ، وَجَادَتْ بِالدُّرِّ مُرْضِعَةُ السَّحَابِ، فَامْتَصَّ لَبَنَ الرَّحْمَةِ رَضِيعُ التُّرَابِ، وَخَرَجَ مِنْ أَخْلَافِ الْغَمَامِ نِطَافُ الْمَاءِ النَّمِيرِ، فَاهْتَزَّتْ بِهِ الْهَامِدَةُ وَقَرَّتْ عُيُونُ الْغَدِيرِ، وَتَزَيَّنَتِ الرِّيَاضُ بِالسُّنْدُسِ الْأَخْضَرِ، فَحَبَّرَ الصِّبْغُ حِبْرَهَا أَحْسَنَ تَحْبِيرِ، وَانْفَلَقَ بِأَنْمُلَةِ الصِّبَا أَكْمَامُ الْأَنْوَارِ، وَانْشَقَّتْ بِنَفَحَاتِ أَنْفَاسِهِ جُيُوبُ الْأَزْهَارِ، وَنَطَقَتْ أَجْزَاءُ الْكَائِنَاتِ بِلُغَاتِ صِفَاتِهَا، وَعَادَاتِ عِبَرِهَا: أَيُّهَا النَّائِمُونَ تَيَقَّظُوا، أَيُّهَا الْمُسْتَعِدُّونَ تَعَرَّضُوا: فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الرُّومِ: ٥٠].

أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بُصَاقَةَ الْغِفَارِيُّ الْكِنَانِيُّ الْمِصْرِيُّ

ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ، كَانَ مِنْ أَخِصَّاءِ

<<  <  ج: ص:  >  >>