للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَلِكَ. ثُمَّ يَنْفُخُ فِي يَدَيْهِ فَيَقُولُ: تَبًّا لَكُمَا، لَا أَرَى فِيكُمَا شَيْئًا مِمَّا يَقُولُ مُحَمَّدٌ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ [الْمَسَدِ: ١]

قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَلَمَّا اجْتَمَعَتْ عَلَى ذَلِكَ قُرَيْشٌ، وَصَنَعُوا فِيهِ الَّذِي صَنَعُوا، قَالَ أَبُو طَالِبٍ:

أَلَا أَبْلِغَا عَنِّي عَلَى ذَاتِ بَيْنِنَا … لُؤَيًّا وَخُصَّا مِنْ لُؤَيٍّ بَنِي كَعْبِ

أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا وَجَدْنَا مُحَمَّدًا … نَبِيًّا كَمُوسَى خُطَّ فِي أَوَّلِ الْكُتْبِ

وَأَنَّ عَلَيْهِ فِي الْعِبَادِ مَحَبَّةً … وَلَا خَيْرَ مِمَّنْ خَصَّهُ اللَّهُ بِالْحُبِّ

وَأَنَّ الَّذِي أَلْصَقْتُمْ مِنْ كِتَابِكُمْ … لَكُمْ كَائِنٌ نَحْسًا كَرَاغِيَةِ السَّقْبِ

أَفِيقُوا أَفِيقُوا قَبْلَ أَنْ يُحْفَرَ الثَّرَى … وَيُصْبِحَ مَنْ لَمْ يَجْنِ ذَنْبًا كَذِي الذَّنْبِ

وَلَا تَتْبَعُوا أَمْرَ الْوُشَاةِ وَتَقْطَعُوا … أَوَاصِرَنَا بَعْدَ الْمَوَدَّةِ وَالْقُرْبِ

وَتَسْتَجْلِبُوا حَرْبًا عَوَانًا وَرُبَّمَا … أَمَرَّ عَلَى مَنْ ذَاقَهُ حَلَبُ الْحَرْبِ

فَلَسْنَا وَرَبِّ الْبَيْتِ نُسْلِمُ أَحَمَدًا … لِعَزَّاءَ مِنْ عَضِّ الزَّمَانِ وَلَا كَرْبِ

<<  <  ج: ص:  >  >>