للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَتَاكَ النَّذِيرُ، وَأَنْتَ عَمَّا يُرَادُ بِكَ سَاهٍ، وَبِلَذَّةِ يَوْمِكَ لَاهٍ.

وَفِي ذِكْرِ هَوْلِ الْمَوْتِ وَالْقَبْرِ وَالْبِلَى … عَنِ اللَّهْوِ وَاللَّذَّاتِ لِلْمَرْءِ زَاجِرُ

أَبَعْدَ اقْتِرَابِ الْأَرْبَعِينَ تَرَبُّصٌ … وَشَيْبِ قَذَالٍ مُنْذِرٌ لَكَ كَاسِرُ

كَأَنَّكَ مَعْنِيٌّ بِمَا هُوَ صَائِرٌ … لِنَفْسِكَ عَمْدًا أَوْ عَنِ الرُّشْدِ جَائِرُ

انْظُرْ إِلَى الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ، وَالْمُلُوكِ الْفَانِيَةِ كَيْفَ أَفْنَتْهُمُ الْأَيَّامُ وَوَافَاهُمُ الْحِمَامُ; فَانْمَحَتْ مِنَ الدُّنْيَا آثَارُهُمْ، وَبَقِيَتْ فِيهَا أَخْبَارُهُمْ.

وَأَضْحَوْا رَمِيمًا فِي التُّرَابِ وَعُطِّلَتْ … مَجَالِسُ مِنْهُمْ أَقْفَرَتْ وَمَقَاصِرُ

وَحَلُّوا بِدَارٍ لَا تَزَاوُرَ بَيْنَهُمْ … وَأَنَّى لِسُكَّانِ الْقُبُورِ تَزَاوُرُ

فَمَا إِنْ تَرَى إِلَّا جُثًى قَدْ ثَوَوْا بِهَا … مُسَطَّحَةً تُسْفِي عَلَيْهَا الْأَعَاصِرُ

كَمْ مِنْ ذِي مَنَعَةٍ وَسُلْطَانٍ، وَجُنُودٍ وَأَعْوَانٍ، تَمَكَّنَ مِنْ دُنْيَاهُ، وَنَالَ فِيهَا مَا

<<  <  ج: ص:  >  >>