للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَمَنَّاهُ، وَبَنَى فِيهَا الْقُصُورَ وَالدَّسَاكِرَ، وَجَمَعَ الْأَعْلَاقَ، وَالذَّخَائِرَ.

فَمَا صَرَفَتْ كَفَّ الْمَنِيَّةِ إِذْ أَتَتْ … مُبَادِرَةً تَهْوِي إِلَيْهِ الذَّخَائِرُ

وَلَا دَفَعَتْ عَنْهُ الْحُصُونُ الَّتِي بَنَى … وَحَفَّ بِهَا أَنْهَارُهُ وَالدَّسَاكِرُ

وَلَا قَارَعَتْ عَنْهُ الْمَنِيَّةَ حِيلَةٌ … وَلَا طَمِعَتْ فِي الذَّبِّ عَنْهُ الْعَسَاكِرُ

أَتَاهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يُرَدُّ، وَنَزَلَ بِهِ مِنْ قَضَائِهِ مَا لَا يُصَدُّ، فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ، الْمُتَكَبِّرُ، الْقَهَّارُ قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ، وَمُبِيدُ الْمُتَكَبِّرِينَ.

مَلِيكٌ عَزِيزٌ لَا يُرَدُّ قَضَاؤُهُ … حَكِيمٌ عَلِيمٌ نَافِذُ الْأَمْرِ قَاهِرُ

عَنَا كُلُّ ذِي عِزٍّ لِعِزَّةِ وَجْهِهِ … فَكُلُّ عَزِيزٍ لِلْمُهَيْمِنِ صَاغِرُ

لَقَدْ خَضَعَتْ وَاسْتَسْلَمَتْ وَتَضَاءَلَتْ … لِعِزَّةِ ذِي الْعَرْشِ الْمُلُوكُ الْجَبَابِرُ

فَالْبِدَارَ الْبِدَارَ، وَالْحِذَارَ الْحِذَارَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَكَايِدِهَا، وَمَا نَصَبَتْ لَكَ مِنْ مَصَايِدِهَا، وَتَحَلَّتْ لَكَ مِنْ زِينَتِهَا، وَأَظْهَرَتْ لَكَ مِنْ بَهْجَتِهَا.

وَفِي دُونِ مَا عَايَنْتَ مِنْ فَجَعَاتِهَا … إِلَى رَفْضِهَا دَاعٍ وَبِالزُّهْدِ آمِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>