للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْوَاحِدَةُ جَعْفَرٌ، وَالْأُخْرَى:

وَأَصْفَرَ مِنْ ضَرْبِ دَارِ الْمُلُوكِ … يَلُوحُ عَلَى وَجْهِهِ جَعْفَرُ

يَزِيدُ عَلَى مِائَةٍ وَاحِدًا … مَتَى تُعْطِهِ مُعْسِرًا يُوسِرُ

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الرَّاوِيَةُ: كَتَبَتْ عِنَانُ جَارِيَةُ النَّاطِفِيِّ إِلَى جَعْفَرٍ تَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَقُولَ لِأَبِيهِ يَحْيَى أَنْ يُشِيرَ عَلَى الرَّشِيدِ بِشِرَائِهَا، وَكَتَبَتْ إِلَيْهِ بِهَذِهِ الْأَبْيَاتِ مِنْ شَعْرِهَا فِي جَعْفَرٍ:

يَا لَائِمِي جَهْلًا أَلَا تُقْصِرُ … مَنْ ذَا عَلَى حَرِّ الْهَوَى يَصْبِرُ

لَا تَلْحَنِي إِذَا شَرِبْتُ الْهَوَى … صَرْفًا فَمَمْزُوجُ الْهَوَى سُكْرُ

أَحَاطَ بِيَ الْحُبُّ فَخَلْفِي لَهُ … بَحْرٌ وَقُدَّامِي لَهُ أَبْحُرُ

تُخْفِقُ رَايَاتِ الْهَوَى بِالرَّدَى … فَوْقِي وَحَوْلِي لِلْهَوَى عَسْكَرُ

سِيَّانَ عِنْدِي فِي الْهَوَى لَائِمٌ … أَقَلَّ فِيهِ وَالَّذِي يَكْثُرُ

أَنْتَ الْمُصَفَّى مِنْ بَنِي بَرْمَكٍ … يَا جَعْفَرَ الْخَيْرَاتِ يَا جَعْفَرُ

لَا يَبْلُغُ الْوَاصِفُ فِي وَصْفِهِ … مَا فِيكَ مِنْ فَضْلٍ وَلَا يَعْشُرُ

مَنْ وَفَّرَ الْمَالَ بِأَعْرَاضِهِ … فَجَعْفَرٌ أَعْرَاضُهُ أَوْفَرُ

دِيبَاجَةُ الْمُلْكِ عَلَى وَجْهِهِ … وَفِي يَدَيْهِ الْعَارِضُ الْمُمْطِرُ

سَحَّتْ عَلَيْنَا مِنْهُمَا دِيمَةٌ … يَنْهَلُّ مِنْهَا الذَّهَبُ الْأَحْمَرُ

لَوْ مَسَحَتْ كَفَّاهُ جُلْمُودَةً … أَنْضَرَ فِيهَا الْوَرَقُ الْأَخْضَرُ

لَا يَسْتَتِمُّ الْمَجْدُ إِلَّا فَتًى … يَصْبِرُ لِلْبَذْلِ كَمَا يَصْبِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>