للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَتَيَقَّنْتَ بِأَنِّي … بِكَ مَحْزُونٌ كَئِيبُ

ما أَرَى نَفْسِي وَإِنْ طَيَّ … بْتُهَا عَنْكَ تَطِيبُ

لَيْسَ دَمْعٌ لِيَ يَعْصِي … نِي وَصَبْرِي مَا يُجِيبُ

وَقَالَ فِيهَا أَيْضًا:

لَمْ أَبْكِ لِلدَّارِ وَلَكِنْ لِمَنْ … قَدْ كَانَ فِيهَا مَرَّةً سَاكِنَا

فَخَانَنِي الدَّهْرُ بِفُقْدَانِهِ … وَكُنْتُ مِنْ قَبْلُ لَهُ آمِنَا

وَدَّعْتُ صَبْرِي عِنْدَ تَوْدِيعِهِ … وَبَانَ قَلْبِي مَعَهُ ظَاعِنَا

وَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ الْمُعْتَزِّ يُعَزِّيهِ وَيُسَلِّيهِ عَنْ مُصِيبَتِهِ فِيهَا:

يَا إِمَامَ الْهُدَى بِنَا لَا بِكَ الْغَ … مُّ وَأَفْنَيْتَنَا وَعِشْتَ سَلِيمًا

أَنْتَ عَلَّمْتَنَا عَلَى النِّعَمِ الشُّكْ … رَ وَعِنْدَ الْمَصَائِبِ التَّسْلِيمَا

فَاسْلُ عَنْ مَا مَضَى فَإِنَّ الَّتِي كَا … نَتْ سُرُورًا صَارَتْ ثَوَابًا عَظِيمَا

قَدْ رَضِينَا بَأَنْ نَمُوتَ وَتَحْيَى … إِنَّ عِنْدِي فِي ذَاكَ حَظًّا جَسِيمَا

مَنْ يَمُتْ طَائِعًا لِمَوْلَاهُ فَقَدْ أُعْـ … ــــطِيَ فَوْزًا وَمَاتَ مَوْتًا كَرِيمَا

وَاجْتَمَعَ يَوْمًا عِنْدَ الْمُعْتَضِدِ نُدَمَاؤُهُ، فَلَمَّا انْقَضَى السَّمَرُ وَصَارَ إِلَى حَظَايَاهُ وَنَامَ الْقَوْمُ السُّمَّارُ نَبَّهَهُمْ مِنْ نَوْمِهُمْ خَادِمٌ مِنْ عِنْدِ الْخَلِيفَةِ، وَقَالَ: يَقُولُ لَكُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ أَصَابَهُ أَرَقٌ مِنْ بَعْدِكُمْ، وَقَدْ عَمِلَ بَيْتًا أَعْيَاهُ ثَانِيهِ، فَمَنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>