للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رُبَّ وَرْقَاءَ هَتُوفٍ بِالضُّحَى … ذَاتِ شَجْوٍ صَدَحَتْ فِي فَنَنِ

ذَكَرَتْ إِلْفًا وَدَهْرًا صَالِحًا … فَبَكَتْ حُزْنًا فَهَاجَتْ حَزَنِي

فَبُكَائِي رُبَّمَا أَرَّقَهَا … وَبُكَاهَا رُبَّمَا أَرَّقَنِي

وَلَقَدْ أَشْكُو فَمَا أُفْهِمُهَا … وَلَقَدْ تَشْكُو فَمَا تُفْهِمُنِي

غَيْرَ أَنِّي بِالْجَوَى أَعْرِفُهَا … وَهِيَ أَيْضًا بِالْجَوَى تَعْرِفُنِي

وَوُجِدَ فِي كَلَامِ الشِّبْلِيِّ: مَا ظَنُّكَ بِمَعَانٍ هِيَ شُمُوسٌ كُلُّهَا; بَلِ الشُّمُوسُ فِيهَا ظُلْمَةٌ.

وَقَالَ أَيْضًا: الْوَجْدُ اصْطِلَامٌ. ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

الْوَجْدُ عَنِّي جُحُودٌ … مَا لَمْ يَكُنْ عَنْ شُهُودِ

وَشَاهِدُ الْحَقِّ عِنْدِي … يُفْنِي شُهُودَ الْوُجُودِ

وَكَانَ يُنْشِدُ:

الْكُلُّ مِنِّي بَلَائِي … وَرَاحَتِي فِي فَنَائِي

وَسَمِعَ الْقَوَّالَ يَوْمًا، فَتَوَاجَدَ كَثِيرًا وَالْمَشَايِخُ سُكُوتٌ لَمْ يَتَوَاجَدْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَعَاتَبَهُ بَعْضُ الْمَشَايِخِ فِي ذَلِكَ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

لَوْ يَسْمَعُونَ كَمَا سَمِعْتُ حَدِيثَهَا … خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وَسُجُودًا

<<  <  ج: ص:  >  >>