للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا، فَانْظُرْ إِلَى الْمَزْبَلَةِ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَى نَفْسِكَ فَخُذْ كَفًّا مِنْ تُرَابٍ; فَإِنَّكَ مِنْهَا خُلِقْتَ، وَفِيهَا تَعَودُ، وَمِنْهَا تَخْرُجُ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَنْتَ، فَانْظُرْ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْكَ عِنْدَ الْخَلَاءِ، فَلَا تَتَطَاوَلْ وَلَا تَتَكَبَّرْ عَلَى مَنْ هُوَ مِثْلُكَ.

وَكَانَ يُنْشِدُ:

وَتَحْسَبُنِي حَيًّا وَإِنِّي لَمَيِّتٌ … وَبَعْضِي مِنَ الْهِجْرَانِ يَبْكِي عَلَى بَعْضِ

وَأَنْشَدَ أَيْضًا:

وَكَذَّبْتُ طَرَفِي فِيكَ وَالطَّرْفُ صَادِقٌ … وَأَسْمَعْتُ أُذْنِي فِيكَ مَا لَيْسَ تَسَمَعُ

وَلَمْ أَسْكُنِ الْأَرْضَ الَّتِي تَسْكُنُونَهَا … لِكَيْ لَا يَقُولُوا إِنَّنِي بِكَ مُولَعُ

فَلَا كَبِدِي تَهْدَا وَلَا فِيكَ رَحْمَةٌ … وَلَا عَنْكَ إِقْصَارٌ وَلَا فِيكَ مَطْمَعُ

وَأَنْشَدَ أَيْضًا:

فَيَا سَاقِيَ الْقَوْمِ لَا تَنْسَنِي … وَيَا رَبَّةَ الْخِدْرِ غَنِّي رَمَلْ

خَلِيلَيَّ إِنْ دَامَ هَذَا الصُّدُودُ … عَلَى مَا أَرَاهُ سَرِيعًا قَتَلْ

وَقَدْ كَانَ شَيْئًا يُسَمَّى السُّرُورَ … قَدِيمًا سَمِعْنَا بِهِ مَا فَعَلْ

وَسُئِلَ الشِّبْلِيُّ عَنِ الرَّجُلِ يَسْمَعُ الشَّيْءَ فَلَا يَفْهَمُهُ، وَيَتَوَاجَدُ مَعَ ذَلِكَ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

<<  <  ج: ص:  >  >>