للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحسن بتعدد طرقه يصل لدرجة الصحيح ومثاله]:

٣٥ - الثاني: (إذا كان راوي الحديث دون درجة أهل الحفظ والإتقان، لكن من المشهورين بالصِّدق والصَّلاحِ، وروي حديثه من غير وجه فقد اجتمعت له قوَّة من الجهتين، فيرتفع حديثه عن درجة الحسن إلى درجة الصَّحيح، كحديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لولا أشُق أَشُقَّ على أمِّتي لأمرنهم بالسِّواكِ عند كلِّ صلاة" (١).

مُحمَّد بن عَمرو بن عَلْقَمة (٢) من المشهورين بالصِّدق والصِّيانة، وليس من أهل الإتقان؛ فحديثه إذا لم يتابع حسن، فلما روي حديثه هذا من وجه آخر انجبر عدم إتقانه، والتحق بدرجة الصحيح.

[تفاوت زوال الضعف بتعدد الطرق]:

ولا يلزم ذلك في الأحاديث المحكوم بضعفها وإن رويت بأسانيد كثيرة، مثل "الأذنان من الرأس" (٣) ليلحق بالحسن، لأنه ليس كل ضعيف


(١) الحديث في "صحيح البخاري" (٨٨٧)، و"صحيح مسلم" (٢٥٢) من طريق الأعرج عن أبي هريرة، وطريق محمد بن عمرو أخرجها الترمذي (٢٢) وأحمد (٢/ ٢٥٩، ٣٩٩) والنسائي في "الكبرى" (٣٠٤٢) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ٤٤) وغيرهم.
(٢) انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٠ - ٣١)، "تهذيب التهذيب" (٩/ ٣٣٣)، وقد قال فيه الحافظ في "التقريب": "صدوق له أوهام"، وقد أخرج له الشيخان متابعة، وقال الذهبي في "الميزان" (٣/ ٦٧٣): "شيخ مشهور حسن الحديث" وقال في "السير" (٦/ ١٣٦): "وحديثه في عداد الحسن".
(٣) جاء هذا من حديث عدد من الصحابة منهم ابن عمر وابن عباس وجابر وأبو موسى الأشعري وأبو هريرة وأنس وأبو أمامة وعبد الله بن زيد وسمرة بن جندب وعائشة - رضي الله عنها - أجمعين، وقد فصلت الكلام على الحديث من طرقه جميعًا - ولله الحمد - تفصيلًا طويلًا في تعليقي على "الخلافيات" =

<<  <   >  >>