للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مظان الحسن في دواوين السُّنّة]:

٣٦ - الثالث: كتاب الترمذي (١) أصلٌ في معرفة الحسن، وهو الذي شهر باسمه وأكثر من ذكره في "جامعه"، ويوجد في كلام بعض مشايخه كأحمد بن حنبل (٢)، والبخاري، وطبقتهما (٣)، ونص الدارقطني في "سننه" (٤) على كثير من ذلك، وتختلف النسخ من كتاب الترمذي في قوله: "حسن"، أو "حسن صحيح" ونحو ذلك، فينبغي أنّ تصحِّح أصلَك بجماعة أصول، وتعتمد على ما اتَّفقت عليه (٥).

[الحسن في "سنن أبي داود"]:

ومن مظانِّ الحسن "سنن أبي داود"، روي عنه أنه قال: "ذكرت فيه الصحيح وما يشبهه"، وقال: "وما فيه وهن شديد فقد بيَّنتُه، وما لم أذكر


(١) الجامع لأحاديثه - في نظري - أنه عمد للأحاديث التي تدور في مجالس الفقهاء وألسنتهم في زمانه، ولذا درجاتها متذبذبة، والغالب عليها الحسن، وجرّد منه بعض المتأخرين ما أطلق عليها (الحسن)، وهي كثيرة، ومخطوطته في مكتبتي، والحمد لله وحده، ثم وجدت للدكتور عبد الرحمن بن صالح محيي الدين "الأحاديث التي حسنها أبو عيسى الترمذي وانفرد بإخراجها عن أصحاب الكتب الستة، دراسة تحليلية" وهي مطبوعة عن دار الفضيلة، الرياض.
(٢) أحمد ليس من شيوخ الترمذي، وإنما هو من طبقة شيوخ شيوخه، وكلام ابن الصلاح جاء على قاعدة اللف والنشر غير المرتب.
(٣) انظر "محاسن الاصطلاح" (١٨٠ - ١٨١١)، "إصلاح كتاب ابن الصلاح" (ق ١٣/ أ- ب).
(٤) انظر منه - على سبيل المثال -: (١/ ٣٦، ٤٠، ٤٨ - ٥٠، ٥٦، … ).
(٥) أشار المزي - غالبًا - في "تحفة الأشراف" إلى اختلاف النسخ، واليوم - مع عدم تداول الأصول الخطية - يكفي الرجوع إليه في ذلك، فتنبه!

<<  <   >  >>