للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ولم يعلها بالانقطاع، وأعل أخرى فيه (١/ ٢٣١) بالانقطاع لثبوت الواسطة بينهما في رواية أخرى، وهكذا فعل في (١/ ٢٦٤)، والذي أراه التفصيل مع القول بأن الغلبة لنفي السماع إذ هو الأصل!
نعم "لم يسمع كل ما رواه عن عمر، إلا أنه أعلم التابعين بأيام عمر وأحكامه"، قاله ابن كثير في "مسند الفاروق" (٢/ ٥١٥)، ونقل فيه (١/ ٣٣٨) عن ابن المديني أن سعيدًا لم يسمع من عمر إلا حديثًا عند رؤية الميت، قال: "وقد رويت عنه غير حديث سمعت، ولم يصح عندي، ومات عمر وسعيد ابن ثماني سنين"، وأحال في تحقيق المسألة على كتابه "التكميل" وهو مخطوط، والقطعة التي في مكتبتي تبدأ من (معاذ) وتنتهي بكنى النساء، فليس فيها ترجمة لـ (سعيد)، ولا قوة إلا بالله!
وأما سماعه من عثمان وعلي فممكن، وقد أخرج البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٥١١) عنه قوله: "أنا أصلحتُ بينهما".
وشكك ابن معين، فيما ذكره الدوري في "تاريخه" (٢/ ٢٠٨) عنه، وعنه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (٧٢) رقم (٢٤٩) في سماعه من عمر وعثمان وعلي، وعلل ذلك بصغر سنه، قال الدوري: "قلت ليحيى: هو يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر. قال يحيى: ابن ثمان سنين يحفظ شيئًا، قال: إن هؤلاء يقولون: إنه أصلح بين علي وعثمان، وهذا باطل، ولم يثبت له السماع من عمر". انتهى.
قال أبو عبيدة: ابن ثمان -كما قلنا- يعي ويحفظ، وكان سنُّه عند وفاة عثمان عشرين سنة، ولا يمنع لحصافته وورعه وتقواه أنْ ينصحَ أمير المؤمنين، وأنْ يُشيرَ عليها بما يقرِّب -أو يزيد- من القُربة بينهما، وعليّ وعثمان من التقوى وهضم النفس والتواضع بما يطمِّعانِهِ في ذلك.
ورواية سعيد بن المسيب عن عثمان وعلي متصلة، فقد صح عنه قوله: "رأيت عثمان قاعدًا في المقاعد" كما في "المسند" (١/ ٦٢، ٧٠، ٧٥)، وصح قوله: "ثنا علي" أو "أخبرني" كما في تفسيره لآية البقرة (١٢٧): {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ}، أخرجه ابن المنذر في "التفسير" والحاكم =

<<  <   >  >>