قلت: والذي عندهما -واللفظ للبخاري (١٥٦٩) وهو في "صحيح مسلم" (١٢٢٣) - بالسند عن سعيد قال: "اختلف علي وعثمان وهما بعسفان في المتعة، فقال علي: ما تريد إلا أن تنهى عن أمر فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأى ذلك علي أهل بهما جميعًا"، فهذا لم يقع فيه التصريح بالسماع ولم يتعرض ابن حجر للسماع في "الفتح" عند هذا الحديث (٣/ ٥٣٥ - ٥٣٦)، وتتبعت طرقه خارج "الصحيحين"، فلم أظفر بمن صرح بذلك، وسرد ذلك يطول، وفي هذه الإشارة كفاية لمن رام الحق والهداية. وقال السخاوي: (٤/ ١٠١ - ط المنهاج): "وأثبت بعضهم سماعه من سعد بن أبي وقاص". قال: "وبالجملة فلم يسمع من أكثر العشرة، بل قيل: إنه لم يسمع سوى سعد فقط". قلت: ومستند ذلك ما أخرجه مسلم بسنده في "مقدمة صحيحه" (١/ ٢٢) ضمن قصة فيها قول قتادة: "ولا حدثنا سعيد بن المسيب عن بدري مشافهة إلا عن سعد بن مالك"، قلت: وهو ابن أبي وقاص، ولكن قد علمت بطلان هذا الحصر، والمثبت مقدَّم على النافي، لاسيما ليست العبارة صريحةً في النَّفي. (١) انظر الهامش السابق.