للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويُسنُّ: الأذانُ أوَّلَ الوقتِ، والتَّرَسُّلُ فيه، وأن يكونَ على عُلُو، رافعًا وجهَهَ، جاعلًا سبابتيه في أذُنيه، مُستَقْبِلَ القِبلةِ، يلتفتُ يمينًا لي: حَيَّ على الصلاةِ، وشمالًا ل: حَيَّ على الفلاح، ولا يُزيلُ قدمَيه

(ويُسنُّ الأذانُ أوَّلَ الوقتِ) ليصلِّيَ المتعجِّلُ. وظاهرُه: أنَّه يجوزُ مطلقًا، ما دامَ الوقتُ. ويتوجَّهُ: سقوطُ مشروعيتِهِ بفعلِ الصَّلاةِ. ذكَرَهُ في "المبدع" (١).

(والترسُّلُ فيه) أي: تمهلٌ في الأذانِ، وتأنٍّ فيه. من قولِهم: جاءَ على رِسْلِه.

(وأن يكونَ على عُلوٍ) أي: موضعٍ عالٍ، كمنارةٍ؛ لأنَّه أبلغُ في الإعلامِ

(رافعًا وجهَهُ) إلى السماءِ في أذانِه كلِّه.

وسُنَّ أيضًا كونُه (جاعلًا سبَّابتيه في أذنيه) لقولِ أبي جحيفةَ: إنَّ بلالًا وضعَ أصبعيْهِ في أذنيهِ. رواه أحمدُ والترمذيُّ (٢)، وقال: حسنٌ صحيحٌ.

(مستقبلَ القبلةِ) لفعلِ مؤذِّني رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فإن أخلَّ به، كُرِه.

(يلتفتُ يمينًا ل: حيِّ على الصَّلاةِ) أي: يلتفت برأسِه وعنقِه وصدرِه. قالَهُ في "المبدع". وفي " التلخيص": ولا يحوِّلُ صدرَهُ عن القبلةِ. وكذا في "المحرر". ولا يلتفتُ في غيرِهما. ومعنى "حيَّ على الصَّلاةِ ": أقبلوا إليها. وقيلَ: أسرعوا. (وشمالًا لـ: حيَّ على الفلاحِ) والفلاحُ: الفوزُ والبقاءُ؛ لأنَّ المصلِّي يدخلُ الجنةَ إنْ شاءَ اللهُ تعالى، ويخلدُ فيها. ومعناه: هلمُّوا إلى سببِ ذلك، وذلك في الأذانِ وفي الإقامةِ

(ولا يُزيلُ قدميه) عند قولِهِ: حيَّ على الصَّلاةِ. حيَّ على الفلاحِ. في الأذانِ، بلْ يكونُ أذانه بمحلٍّ واحدٍ، يلتفتُ يمينا وشمالًا؛ لحديثِ أبي جحيفة قال: أتيتُ


(١) "المبدع" (١/ ٣٢٥).
(٢) أخرجه أحمدُ (٣١/ ٥٢) (١٨٧٥٩)، والترمذيُّ (١٩٧)، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>