للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفضَلها: ما سُنَّ جَماعةً. وآكدها: الكسوفُ، فالاستِسقاءُ، فالتراويحُ، فالوِتُر، وأقلُّه: ركعةٌ،

أعمالِكم الصَّلاةُ ". رواه ابنُ ماجه، وابنُ حبانَ في "صحيحه" (١). ولأنَّ فرضَها آكدُ الفروضِ، فتطوُّعُها آكدُ التطوعاتِ، ولأنَّها تجمعُ أنواعًا من العبادةِ: الإخلاصِ، والذِّكرِ، والركوعِ، والسجودِ، ومناجاةِ الربِّ، والتوجُّه إلى القبلةِ، والتسبيحِ، والتكبيرِ، والصَّلاةِ على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

(وأفضلُها) أي: صلاةٍ التطوعِ: (ما سُنَّ) أنْ يصلَّى (جماعةً) لأنَّه أشبَهُ بالفرائضِ. ثمَّ الرواتِبُ.

(وآكدُها) أي: آكدُ ما سُنَّ جماعةً: (الكسوفُ) لأنَّه عليه السَّلامُ فعلَها وأمرَ بها في حديثِ أبي (٢) مسعودٍ المتفقِ عليه (٣).

(فالاستسقاءُ) لأنَّه عليه السَّلامُ كان يستسقي تارةً، ويترُكُ أخرى، بخلافِ الكسوفِ، فلمْ يتركْ صلاتَه عندَه، فيما نُقِلَ عنه.

(فالتراويحُ) لأنَّها تُسنُّ لها الجماعةُ.

(فالوترُ) لأنَّه تشرعُ له الجماعةُ بعد التراويحِ، وهو سنَّة مؤكَّدةٌ. رُوي عن أحمدَ: مَنْ تركَ الوترَ عمدًا، فهو رجلُ سوءٍ، لا ينبغي أنْ تُقبلَ له شهادةٌ.

(وأقلُّه) أي: الوترِ (ركعةٌ) لحديثِ ابنِ عمرَ وابنِ عباسٍ مرفوعًا: "الوتر ركعةٌ


(١) أخرجه ابن ماجه (٢٧٧)، وابن حبان (١٠٣٧) من حديث ثوبان. وصححه الألباني.
(٢) في الأصل "ابن" والمثبت من مصدر التخريج.
(٣) أخرجه البخاري (١٠٥٧)، ومسلم (٩١١) من حديث أبي مسعود الأنصاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>