للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم يكبِّرَ ويقِفَ قليلًا،

بعدَ: "ومَن توفَّيتَه منَّا فتوفَّه عليهما": "اللهمَّ اجعَلْه ذُخرًا لوالدَيه، وفرَطًا، وأجرًا، وشفيعًا مُجابًا، اللهمَّ ثقِّلْ به موازِينَهما، وأعظِمْ به أجورَهما، وألحِقْه بصالحِ سلَفِ المؤمنين، واجعلْه في كفالةِ إبراهيمَ، وقِهِ برحمتِك عذابَ الجحيمِ". لحديثِ المُغيرَةِ بنِ شُعبةَ مرفوعًا: "السِّقطُ يصلَّي عليه، ويُدعى لوالديه بالمغفرةِ والرحمةِ". وفي لفظٍ: "بالعافيةِ والرحمةِ" رواهُما أحمدُ (١).

وإنَّما عَدَلَ عنِ الدُّعاءِ بالمغفرةِ إلى الدُّعاءِ لوالدَيه بذلك؛ لأنَّه شافعٌ غيرُ مشفوعٍ فيه، ولم يجرِ عليه قلَمٌ.

وإن لم يَعلَمْ مصلٍّ إسلامَ والدَيه، أي: الصغيرِ والمجنونِ، دعا لمواليه (٢) لقيامِهم مقامَهما في المصابِ.

ولا بأسَ بإشارةٍ بنحوِ إصبعٍ لميتٍ حالَ دعاءٍ له. نصًّا. ويُؤنِّثُ الضميرَ في صلاةٍ على أُنثَى. ويشيرُ مُصلٍّ بما يَصلُحُ لهما على خُنثَى، فيقول: "اللهمَّ اغفرْ لهذا الميتِ". ونحوِه.

(ثمَّ يكبر (٣) ويقِفُ) بعدَ التكبيرةِ الرابعةِ (قليلًا) ولا يدْعُو. وعنه: يقِفُ ويدعُو. اختارَه أبو بكرٍ، والآجُرِّيُّ، وأبو الخطَّابِ، والمجدُ في "شرحِه"، وابنُ عبدوسَ في "تذكرتِه"، وغيرُهم. فعلَى هذه الروايةِ: يُستحبُّ أن يقولَ: "اللهمَّ ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرةِ حسنةً، وقنا عذابَ النارِ". على الصحيحِ، اختارَه ابنُ أبي


(١) أخرجهما أحمد (٣٠/ ١١٠، ١١٨) (١٨١٧٤، ١٨١٨١)، وصحح الأول منهما الألباني في "صحيح أبي داود" (٣١٨٢).
(٢) في الأصل: "لوالديه".
(٣) سقطت: "ثم يكبر" من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>