للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويُجزئُ إن ظَهَر منه، وتصلَّى التَّراويحُ، ولا تثبُت بقيَّةُ الأحكَامِ، كوقوعِ الطَّلاقِ، والعِتقِ، وحُلولِ الأجَلِ.

وتثبُتُ رؤيةُ هِلالِه بخبَرِ مُسلِمٍ مكلَّفٍ عَدلٍ، ولو عَبدًا أو أنثى.

ذيلُ الغالبِ، وفارقَ الغَيْمَ والقَتَرَ، فإنَّ وقوعَهما غالبٌ، وقد استوَى معهما الاحتمالانِ، فعمِلْنا بأحوطِهما. قالَه الشيخُ تقيُّ الدِّينِ

(ويُجزِئُ إن ظهَرَ منه) أي: مِن رمضانَ؛ بأن ثبَتتَ رُؤيتُه بموضعٍ آخرَ؛ لأنَّ صومَه واقعٌ بنيَّةِ رمضانَ لمُستنَدٍ شرعيِّ، أشبَهَ الصَّومَ للرُّؤيَةِ.

(وتُصلَّى التَّراويحُ) احتياطًا؛ لأنَّه عليه السلامُ، وعَدَ مَن صامَه وقامَه بالغُفرانِ، ولا يتحقَّقُ قيامُه كلُّه إلَّا بذلك.

(ولا تثبُتُ بقيَّةُ الأحكامِ) الشهريَّةِ بالغَيْمِ (كوقوعِ الطلاقِ، والعِتقِ، وحُلولِ الأجَلِ) ولا تنقضِي عدَّةٌ، ولا مُدَّةُ إيلائِه؛ عملًا بالأصلِ

(وتثبُتُ رُؤيةُ هلالِه بخبرِ مُسلِمٍ) فلا يُقبَلُ خبرُ الكافرِ (مُكلَّفٍ) لا مُميِّزٍ (عدلٍ) نصًّا. لا مستورٍ؛ لحديثٍ ابنِ عباسٍ: جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: رأيْتُ الهلالَ. قال: "أتشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه؟ " قال: نعم. قالَ: "يا بلالُ، أذِّنْ في النَّاسِ، فليصومُوا غدًا". رواهُ أبو داودَ، والترمذيُّ، والنسائيُّ (١). وعنِ ابنِ عُمرَ قال: تراءَى النَّاسُ الهلالَ، فأخبرْتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنِّي رأيتُه، فصامَ وأمَرَ النَّاسَ بصيامِهِ. رواهُ أبو داودَ (٢). ولأنَّه خبرٌ دينيٌّ لا تُهمَةَ فيه، بخلافِ آخرِ الشَّهرِ (ولو) كان المُخبِرُ به (عبدًا أو أُنثَى) كالرِّوايةِ


(١) أخرجه أبو داودَ (٢٣٤٠)، والترمذيُّ (٦٩١)، والنسائيُّ (٢١١٣)، وضعفه الألباني.
(٢) أخرجه أبو داود (٢٣٤٢)، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>