للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آحاد المؤمنين كقوله اللهم صل على آل أبي أوفى, النوع الثاني صلاته الخاصة على أنبيائه ورسله خصوصا على خاتمهم وخيرهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال الامام ابن القيم: اختلف الناس في معنى الصلاة منه سبحانه على أقوال أحدها أنها رحمته, وقال المبرد أصل الصلاة الرحمة فهي من الله رحمة ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله وهذا القول هو المعروف عند كثير من المتأخرين

والقول الثاني أن صلاة الله مغفرته, قال ابن القيم رحمه الله وهذا القول من جنس الذي قبله وهما ضعيفان لوجوه

أحدها أن الله سبحانه فرق بين صلاته على عباده ورحمته فقال تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون البقرة ١٥٧ فعطف الرحمة على الصلاة فاقتضى ذلك تغايرهما, هذا أصل العطف وأما قولهم

وألفى قولها كذبا ومينا

فهو شاذ نادر لا يحمل عليه أفصح الكلام مع أن المين أخص من الكذب.

الوجه الثاني أن صلاة الله سبحانه خاصة بأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين وأما رحمته فوسعت كل شيء فليست الصلاة مرادفة للرحمة لكن الرحمة من لوازم الصلاة وموجباتها وثمراتها فمن فسرها بالرحمة فقد فسرها ببعض ثمرتها ومقصودها وهذا كثيرا ما يأتي في تفسير ألفاظ القرآن, والرسول يفسر

<<  <  ج: ص:  >  >>