للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: المحصي هو المحيط بكل شيء جملةً وتفصيلاً لا تخفى عليه خافية لا في الأرض ولا في السماء. وقال بعض العلماء: المحصي هو الذي بالظاهر يراقب أنفساك وبالباطن يراقب حواسك. وقيل: المحصي هو الحافظ لأعداد طاعتك العالم بجميع حالتك. (١)

قلتُ: الظاهر أن إحصاء الله يستغرق إحصاء كل شيء, فكل الكون وما فيه أحصاه الله وأحصى جميع أعمال الخلائق وأنفاسهم, فهو العليم بدقائق الأمور وبأسرار المقدور, وهو المحيط بكل شيء, العالم بكل شيء لا تخفى عليه خافية, ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير, أما الإنسان فهو عاجز بعلمه أن يحصي بعض المعلومات فضلاً عن إحصاء نعم الله جل وعلا, قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} (٢) .

ثمرة معرفة اسم الله الحفيظ الحافظ المحصي

إذا علم المكلف أن الله سبحانه وتعالى الحفيظ الحافظ لجميع الممكنات وأنه الذي يحفظ جميع الأشياء جملةً وتفصيلاً ويعلمها علماً لا زوال فيه ولا سهو ولا نسيان, وأنه الذي يحفظ الأرض والسماوات أن تزولا, {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ


(١) - موسوعة أسماء الله الحسنى ج٢ص٩٠.
(٢) - سورة إبراهيم الآية (٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>