للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (١) , وأنه الذي يحفظ عباده ويكلأؤهم بالليل والنهار {قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ} (٢) , وأنه على كل شيء حفيظ, وأنه يحفظ أعمال العباد ويجازيهم عليها ... إلخ وأنه المحصي الذي يحصي الأعمال ويهيؤها بتفاصيلها ليوم الجزاء أيقن أن الله تعالى يحصي عليه كل حركاته وكل أنفاسه وكل أفعاله وكل ما تنطوي عليه نفسه من أمنيات, وجب عليه أن يؤمن بأن الله هو الحفيظ الحافظ المحصي, وسيرى عند ذلك من حفظ الله تعالى لقلبه ولدينه ما ينفعه الله به في الدنيا والآخرة, فمن عرف أن الله الحفيظ الحافظ المحصي حفظ قلبه ودينه عن سطوة الغضب والشهوة وخداع النفس وغرور الشيطان, وعمل صالحاً, لأن الله سبحانه وتعالى هو الحفيظ المحصي الذي يحفظ أعماله ويقوم بعناية الإنسان ورعايته وإثابته.

قال الشاعر:

خلقت فيهم عيوناً يبصرون بها ... وقد خلقت بهم للسمع أذانا

لو لم تكن أنت يا رباه حافظهم ... لم تشهد الأرض فوق الأرض إنسانا

وقال آخر:

غَدا ينادي المنادي ... وهم إليه وفود

كل عليه حَفيظ ... وَسائق وَشَهيد

وَحوله عَن يَمين ... وَعَن شمال قَعيد


(١) - سورة البقرة الآية (٢٥٥) .
(٢) - سورة الأنبياء الآية (٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>