للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا منكر البعث هَذا...........ما كنت منه تحيد (١)

أما أبو مسلم العماني فهو يقول:

وكيف أخاف الحادثات وإنما ... أمانك لي يا خالقي كان معقلا

وحفظك حرزي يا حفيظ وممنعي ... فلم أختشِ من حادث الدهر موجلا

ومن علم أن الله عليم حافظ محصي حفظ أوامر الله بالامتثال ونواهيه بالاجتناب وحدوده بعدم تعديها, وبذلك يحفظ الله تعالى الإنسان في نفسه ودينه وماله وولده وفي جميع ما آتاه الله من فضله, ولا يعني الوقوع في الأمراض والأوصاب والبلايا التي قد يتبلي الله تعالى الإنسان بها في نفسه أو ماله أو ولده عدم الحفظ لأن الله قد علم ذلك وأحصاه, وسيحفظ له ثواب ذلك ويلطف به ويرزقه الصبر والرضا ويجزيه الجزاء الأوفى {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٢) . ولقد أحسن من قال:

في كل بلوى تصيب العبد عافيةً ... إلا البلاء الذي يؤدي إلى النارِ

ذاك البلاء الذي ما فيه عافية ... من البلاء ولا ستر من العارِ

ومن عرف هذه الأسماء حفظ الود, وأحسن العهد, وأنجز الوعد, وشعر برقابة الله عليه, وكان قوياً يقول الحق فهو يراقب الله ويخشاه, غير مغتر بعلمه ولا بسلطانه ولا بتلبيس إبليس على نفسه أو على قومه, فهو يعلم أن الله معه يسمع ويرى فهو الذي يحفظه ويحاسبه في كل الأحوال, {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ


(١) - هذه الأبيات تنسب للبرعي.
(٢) - سورة الزمر الآية (١٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>