للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال النابغة الجعدي (١) :

لَوى اللَهُ عِلمَ الغَيبِ عَمَّن سِواءَهُ ... وَيَعلَمُ مِنهُ ما مَضى وتأَخَّرا

أما أبو الحسن الغزنوي فهو يقول:

والله بالغيب والتقدير منفرد ... وما سوى حكمه غيِّ وتضليلُ

ويرى محمد الحسيني أن الله انفرد بعلم الغيب وأنه لا أجهل ممن يدَّعي ثقةً بحدسه وهو يجهل ما في بيته, وذلك حيث يقول:

لا يعلم الغيب إلا الله خالقنا ... لا غيره عالم عجماً ولا عربا

إذ لا شيء أجهل ممن يدعي ثقةً ... بحدسه ويرى فيما يرى ريبا

قد يجهل المرء ما في بيته نظراً ... فكيف عنه بما في غيبه احتجبا

أما زهير بن أبي سلمى (٢) فهو يقول:

وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ ... وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَمي

إخبار المنجم عن علم الغيب كذب والتصديق به كفر


(١) - قيس بن عبد الله، بن عُدَس بن ربيعة، الجعدي العامري، أبو ليلى, (٥٤ق. هـ-٥٠ هـ/ ٧٠-٦٧٠م) , شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة, لا يقول الشعر ثمَّ نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام, ووفد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلم، وأدرك صفّين فشهدها مع علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة فَسَيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كُفَّ بصره وجاوز المائة.
(٢) -زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر, (ت ١٣ق. هـ٦٠٩م) , حكيم الشعراء في الجاهلية وفي أئمة الأدب من يفضّله على شعراء العرب كافة, قال ابن الأعرابي: كان لزهير من الشعر ما لم يكن لغيره: كان أبوه شاعراً، وخاله شاعراً، وأخته سلمى شاعرة، وابناه كعب وبجير شاعرين، وأخته الخنساء شاعرة, ولد في بلاد مُزَينة بنواحي المدينة وكان يقيم في الحاجر (من ديار نجد) ، واستمر بنوه فيه بعد الإسلام, قيل: كان ينظم القصيدة في شهر وينقحها ويهذبها في سنة فكانت قصائده تسمّى (الحوليات) ، أشهر شعره معلقته التي مطلعها: ... أمن أم أوفى دمنة لم تكلم

<<  <  ج: ص:  >  >>