للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التنجيم كذب ووبال, وزيف وخيال, فلا تصدق المنجم تأثم, ومن الخير تحرم, فاحذر تصديق المنجم والكاهن والعراف, ففي الحديث النبوي الشريف: (مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ) (١) , وقال العزيز الحكيم: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} (٢) , وجاء في حديث آخر: (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ آله وَسَلَّمَ) (٣) .

قال الشاعر:

دع المنجمَ يكبو في ضلالته ... إن ادعى علمَ ما يجري به الفلكُ

تفرَّد اللهُ بالعلم القديم فلا ... الإنسان يشركهُ فيه ولا الملك (٤)

وقال أبو العلاء المعري:

يُنَجِّمونَ وَما يَدرونَ لَو سُئِلوا ... عَنِ البَعوضَةِ أَنّى مِنهُمُ تَقِفُ

أما لبيد بن ربيعة فهو يقول:

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى ... وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ


(١) - أخرجه أبو داود في سننه باب في النجوم حديث (٣٤٠٦) .
(٢) - سورة طه الآية (٦٩) .
(٣) - أخرجه احمد في المسند عن أبي هريرة حديث (٩١٧١) .
(٤) - هذه الأبيات لأبي اليمن الكندي, وهو زيد بن الحسن بن زيد بن سعيد الحميري من ذي رعين أبو اليمن تاج الدين الكندي, (٥٢٠-٦١٣هـ/١١٢٦-١٢١٧م) أديب من الكتاب الشعراء العظماء، ولد ونشأ ببغداد وسافر إلى حلب سنة ٥٦٣ هـ، وسكن دمشق وقصده الناس يقرؤون عليه، وكان مختصاً بفرخ شاه ابن أخي صلاح الدين وبولده الملك الأمجد صاحب بعلبك، وهو شيخ المؤرخ سبط ابن الجوزي، وكان الملك المعظم عيسى يقرأ عليه دائماً كتاب سيبويه متناً وشرحاً والإيضاح والحماسة وغيرهما, قال أبو شامة: كان المعظم يمشي من القلعة راجلاً إلى دار تاج الدين والكتاب تحت إبطه، واقتنى مكتبة نفيسة, توفي في دمشق, له ديوان شعر، وله: كتاب شيوخه على حروف المعجم كبير، وشرح ديوان المتنبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>