للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اِطلُبوا الحَقَّ بِرِفقٍ ... وَاِجعَلوا الواجِبَ دابا

وَاِستَقيموا يَفتَحِ اللَـ ... ـهُ لَكُم باباً فَبابا

إِنَّما العاقِلُ مَن يَجـ ... ـعَلُ لِلدَهرِ حِسابا

فَاِذكُروا يَومَ مَشيبٍ ... فيهِ تَبكونَ الشَبابا

إِنَّ لِلسِنِّ لَهَمّاً ... حينَ تَعلو وَعَذابا

فَاِجعَلوا مِن مالِكُم ... لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابا (١)

فمن تدثر الخمول, ونام في البكور؛ فقد أحرم نفسه من بركة دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم, وضيع وقته وترك الحزم, وتجافى عن العزم.

قال الشاعر:

من ضيع الحزم في أوقاته ندم ... وظل مكتأباً والقلب قد سأمَ (٢)

ولمهذب الدين (٣) :

وإذا الكريمُ رأى الخُمُولَ نَزِيلَهُ ... في بَلدةٍ فالحَزْمُ أن يترحَّلا

كَالبدرِ لَمّا أَنْ تَضاءَلَ جَدَّ في ... طَلَبِ الكَمالِ فَحازَهُ متَنقّلا

سفَهَاً لحلْمِكَ إِنْ رَضِيتَ بمشْرَبٍ ... رَنِقٍ ورزقُ اللَّه قَد مَلأَ المَلا

لا تَحْسَبَنَّ ذهابَ نفسكَ مِيتَةً ... ما الموتُ إلا أن تعيش مُذَلّلا


(١) - هذه الأبيات لاحمد شوقي رحمه الله.
(٢) - هذا البيت لحسام الدين الواعظي.
(٣) - أحمد بن منير بن أحمد أبو الحسين مهذب الدين, شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، ولد بها وسكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي بأبلغ قصائده, وكان هجاءاً مرّاً حبسه صاحب دمشق على الهجاء وهمّ بقطع لسانه ثم اكتفى بنفيه منها, فرحل إلى حلب وتوفي بها, له (ديوان شعر-ط)

<<  <  ج: ص:  >  >>