للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقبل اليوم من أوله بثغرٍ باسم, وصدرٍ منشرح, وعزيمة قوية, ونفس ندية سخية, فالتبكير إلى العمل الصالح رزق تشهده, وخير تحصل عليه, وفي الحديث النبوي الشريف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: (يا بنية قومي اشهدي رزق ربك، ولا تكوني من الغافلين، فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس) (١) , وفي ذلك ما يشعر بالنهي عن النوم في البكور كي لا يتعود الإنسان عليه وليتعود على العمل.

وقد نسب إلى المأمون أنه قال: "الناس أربعة: عمارة, وتجارة, وصناعة, وزراعة, فمن لم يكن منهم صار عيالاً عليهم". (٢)

قال صلاح الدين الصفدي:

الجد في الجد والحرمان في الكسل ... فانصب تصب عن قريب غاية الأمل

وللإمام علي رضي الله عنه:

إِصبِر عَلى مَضَضِ الإِدلاجِ في السَحَرِ ... وَفي الرَواحِ إِلى الحاجاتِ وَالبُكرِ

لا تَضجَرَنَّ وَلا يَحزُنكَ مَطلَبُها ... فَالنَجحُ يَتلَفُ بَينَ العَجزِ والضَجَرِ

إِنّي رَأَيتُ وَفي الأَيّامِ تَجرِبَةٌ ... لِلصَبرِ عاقِبَةٌ مَحمودَةُ الأَثَرِ

وَقَلَّ مَن جَدَّ في أَمرٍ يُطالِبُهُ ... وَاِستَصحَبَ الصَبرَ إِلا فازَ بِالظَفَرِ

وفي الأمثال السائرة: "إذا أخذت عملاً فقع فيه فإنما خيبته توقيه".


(١) - رواه البيهقي في شعب الإيمان حديث (٤٥٥٠) , وسند الحديث ضعيف. وروى أيضاً عن علي وفاطمة معناه. وروى ابن ماجه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (نهى عن النوم قبل طلوع الشمس) .
(٢) - هامش الترغيب والترهيب ج٢ص٥٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>