طاف الخَيالان فهاجَا سَقَما ... خيالُ أروى وخيِال تَكْتُما
تُريك وجهاً ضاحكاً ومِعْصما ... وساعداً عَبْلاً وكَعْباً أَدْرما
فما تقوله فيه؟ قال: قد كان رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُنشَد مثلَ هذا في المسجد فلا ينكره.
ودخل كعب بن زهير على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل صلاة الصبح فمثل بين يديه، وأنشد:
بانت سعاد فقَلبي اليوم مَتْبولُ ... مُتَيم إثْرها لم يُفْد مَكْبُولُ
وما سُعاد غدَاة البَين إذ رَحلوا ... إلا أغنُّ غَضيض الطرف مَكحول
هَيفاء مَقْبلة عَجْزاء مدْبرة ... لا يشتكي قِصَر منها ولا طُول
ما إن تَدوم على حال تكون بها ... كما تلوّن في أثوابها الغُول
ولا تَمسّك بالوعد الذي وَعدت ... إلا كما يُمسك الماءَ الغَرابيل
كانت مواعيد عُرقوب لها مثلاً ... وما مواعيدُها إلا الأباطيل
ولا يَغُرَّنك ما منت وما وَعدت ... إنّ الأمانيّ والأحلام تَضْليل
ثم خرج من هذا إلى مَدح النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فكساه بُرداً، اشتراه منه معاويةُ بعشرين ألفاً. (١)
وإن من أنفع القربات مراعاة ظروف الأطفال في الحضر والسفر, وإدخال السرور عليهم والاهتمام بهم, فالسفر ليس بكوابيس مرعبة تنسي الإنسان طفله الصغير, وإن من حسن سياسة الأمم في تربية أطفالها أن ترقص أطفالها
(١) - انظر: العقد الفريد تأليف احمد بن محمد بن عبدربه الأندلسي ج٥ص (٢٥٢-٢٥٤) , الناشر دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان.