للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لها: (لا تقولي: ذؤال، فإنه شر السباع) (١) , والمعنى أن تلك المرأة كانت تقول لصبيها: يا ذئب يا ابن سيد القوم مشيتك حمقاء وجلستك حمقاء.

وبهذه الملاطفة النبوية يتعلم المربون كيف يبعدون الأبناء عن سماع فحش القول وذميمه, وكيف يلاطفون أطفالهم في سفرهم وإقامتهم.

وهذا ابن سعد في الطبقات الكبرى يروي لنا أنه: بعد ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذه عبد المطلب -جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمتكفل به- بعد وفاة والده عبد الله وحمله إلى البيت وأخذ يطوف به وأحاطه به بنوه وهو يقول:

الحمد لله الذي أعطاني ... هذا الغلام الطيب الأردانِ

قد ساد في المهد على الغلمانِ ... أعيذه بالبيت ذي الأركانِ

حتى أراه بالغ البنيانِ ... أعيذه من شر ذي شنأنِ

من حاسد مضطرب العنانِ (٢)

وهذه حليمة السعدية كانت ترقص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقول:

يا رب إذ أُعطيته فأبقهِ ... وأعله إلى العلا ورقهِ

وادحض أباطيل العدا بحقه (٣)


(١) - النهاية في غريب الحديث، والأثر لابن الأثير.
(٢) - الطبقات الكبرى لابن سعد ج١ص٦٤.
(٣) - انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ج٤ص٥٢, وانظر أيضا: ترجمة حليمة السعدية في الإصابة وأنساب الأشراف وذخائر العقبى من مناقب ذوي القربى الطبعة الأولى ص٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>