للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

وَدَعِ المُزاحَ فَرُبَّ لَفظَةِ مازِحٍ ... جَلَبَت إَلَيكَ مساوئاً لا تُدفَعُ

قال أبو حاتم رضي الله عنه -وقد أفاد وأجاد-: "المزاح على ضربين: مزاح محمود ومزاح مذموم, فأما المزاح المحمود: فهو الذي لا يشوبه ما كره الله عز وجل ولا يكون به إثم ولا قطيعة رحم, وأما المزاح المذموم: فالذي يثير العداوة ويذهب البهاء ويقطع الصداقة ويجرأ الدنيء ويحقد الشريف به".

وعن ربيعة قال: "إياك والمزاح فإنه يفسد المودة ويغل الصدور".

وعن عبد الله بن حبيق قال: كان يقال: "لا تمازح الشريف فيحقد عليك ولا تمازح الوضيع فيجترأ عليك".

قال الشاعر:

اكرم جليسك لا تمازح بالأذى ... إن المزاح ترابه الأضغان

كم من مزاح جذَّ حبل قرينه ... فتجذمت من أجله الأقران (١)

وقال أبو حاتم رضي الله عنه: المزاح إذا كان فيه إثم فهو يسود الوجه, ويدمي القلب, ويورث البغضاء, ويحيي الضغينة, وإذا كان من غير معصية فهو يسلّي الهم ويوقع الخلة, ويحيي النفوس, ويذهب الحشمة, فالواجب على العاقل أن يستعمل من المزاح ما ينسب بفعله إلى الحلاوة, ولا ينوي به أذى أحد ولا سرور أحد بمساءة أحد. (٢)


(١) - روضة العقلاء ص٦٣.
(٢) - روضة العقلاء ص٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>