للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥. فسادا بين المؤمنين وأن ايديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافر على مؤمن وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم وان المؤمنين موالى بعضهم دون الناس) ،فاين المسلمون من هذه المبادء التي جاء بها الإسلام حتى يكونوا كالجسد الواحد

كُلَما أَنَّ بِالعِراقِ جَريحٌ ... لَمَسَ الشَرقُ جَنبَهُ في عُمانِه (١)

أما المساواة القائمة على العدل فإن صحيفة المدينة كفلت ذلك لنظام مجتمع الدولة الناشئة فهو آية العدل والإنصاف وقد تضمنت صحيفة المدينة (فأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم،وأن سلم المؤمنين واحده لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله الا على سواء وعدل بينهم،وأن المؤمنين يبيئ بعضهم عن بعض بما نال دماءهم في سبيل الله،وأنه من أعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به الا أن يرضى ولي المؤمنين {بالعقل} ولا يحل لهم الا قيام عليه) ،وهذه المبادئ تترجم تكافل الكل وتساويهم في الحقوق والواجبات وما أختلفوا فيه من شيئ فمرده الله ورسوله وقد ذهبت الصحيفة المدنية لتعدد القبائل واليهود الذين تحالفوا مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وانضواء الكل في وطن واحد تحت لواء واحد فلا تحول الأختلافات الطبيعية أوالمكتسبة أو الفروق البشرية دون تماسك هذا المجتمع واتحاده،ويرحم الله ابا فراس


(١) - هذا البيت لأمير الشعراء أحمدشوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>