للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَمالُ المَرءِ يُصلِحُهُ فَيُغني ... مَفاقِرَهُ أَعَفُّ مِنَ القُنوعِ (١)

وقال آخر:

أَرى كُلَّ ذي مالٍ يبر بِمالِهِ ... وَإِن كانَ لا أَصلٌ هُناكَ وَلا فَضلُ (٢)

فالمال يذهب بالفقر, ويعين على الخير, ويرغب الناس في صاحبه, ولله در القائل:

الفَقرُ يُزري بِأَقوامٍ ذَوي حسبٍ ... وَقد يُسوّدُ غَيرَ السيِّدِ المالُ

وأما الشريف الرضي رضي الله عنه فهو يقول:

لا أَطلُبُ المالَ إِلاّ مِن مَطالِبِهِ ... وَلا يَفي لِيَ بَذلُ المالِ بِالمِنَنِ

وله أيضاً:

رأيت حلال المال خير مغبة ... وأجدر أن يقى على الحدثان

وإياك والمال الحرام فإنه ... وبال إذا ما قدم الكفنان

وقال آخر:

الفقر يزري بأقوام ذوي حسبٍ ... وربما ساد جبس القوم بالمال

ويرحم الله شوقي حيث يقول:

وَلَم أَرَ مِثلَ جَمعِ المالِ داءً ... وَلا مِثلَ البَخيلِ بِهِ مُصابا

فَلا تَقتُلكَ شَهوَتُهُ وَزِنها ... كَما تَزِنُ الطَعامَ أَوِ الشَرابا

وَخُذ لِبَنيكَ وَالأَيّامِ ذُخراً ... وَأَعطِ اللَهَ حِصَّتَهُ اِحتِسابا


(١) - هذا البيت للنجاشي الحارثي, وانظر ترجمة النجاشي الحارثي في الشعر والشعراء ج١ص٢٤٦, ولباب الأدب ص٢٩٢.
(٢) - ورد هذا البيت في العقد الفريد لابن عبدربه ج٢ص٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>