للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) (١) .

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وحدة المرء خير من جليس السوء, وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما من شئ ادل على شئ, ولاالدخان على النار, من الصاحب على الصاحب,

وروى أبو حاتم: أن جعفر بن محمد قال: من كان فيه ثلاث فقد وجب له على الناس أربع: إذا خالطهم لم يظلمهم, وإذا حدثهم لم يكذبهم, ... وإذا وعدهم لم يخلفهم, وعلى الناس: أن يظهروا عدله, وأن تكمل فيهم مروءته, وأن يجب عليهم أخوته, وأن يحرم عليهم غيبته.

قال الشاعر:

أصحب خيار الناس أين لقيتهم ... خير الصحابة من يكون ظريفاً

والناس مثل دراهم ميزتها ... فرأيت فيها فضة وزيوفا (٢)

وفي الحديث النبوي (لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ (٣)) وللإمام علي رضي الله عنه في اختيار الصديق والقرين:

هُمومُ رِجالٍ في أُمورٍ كَثيرَةٍ ... وَهَمّي مِنَ الدُنيا صَديقٌ مُساعِدُ

يَكونُ كَروحٍ بَينَ جِسمَينِ قُسِّمَت ... فَجِسمُهُما جِسمانِ وَالروحُ واحِدُ


(١) - أخرجه مسلم في صحيحه باب استحباب مجالسة الصالحين حديث (٢٦٢٨) .
(٢) - روضة العقلاء ص٨١.
(٣) - رواه ابو داود حديث رقم (٤١٩٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>