للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله أيضاً:

وَاِختَر قَرينَكَ وَاِصطَفيهِ تَفاخُراً ... إِنَّ القَرينَ إِلى المُقارَنِ يُنسَبُ

وَإِذا الصَديقَ رَأَيتَهُ مُتقَلِّباً ... فَهوَ العَدُوُّ وَحَقُّهُ يُتَجَنَّبُ

لا خَيرَ في وُدِّ اِمرِئٍ مُتَمَلِّقٍ ... حُلوِ اللِسانِ وَقَلبُهُ يَتَلَّهَبُ

يَلقاكَ يَحلِفُ أَنَّهُ بِكَ واثِقٌ ... وَإِذا تَوارى عَنكَ فَهوَ العَقرَبُ

يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِسانِ حَلاوَةً ... وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَبُ

وللإمام الشافعي رضي الله عنه:

إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلا تَكَلُّفاً ... فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا

فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ ... وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا

فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ ... وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا

إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً ... فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا

وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ ... وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا

وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ ... وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا

سَلامٌ عَلى الدُنيا إِذا لَم يَكُن بِها ... صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا

وفي الذكر الحكيم: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} (١) , وورد عن الحسن البصري في تفسير الآية قال: حلماء علماء صبّر ثبّت إن ظلموا لم يظلموا, وإن بغي عليهم لم يبغوا, قد براهم الخوف كأنهم القداح.


(١) - سورة الفرقان الآية (٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>