للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: "لا تؤاخ الفاجر فإنه يزين لك فعله, ويحب لو أنك مثله, ويزين لك أسوء خصاله, ومدخله عليك ومخرجه من عندك شين وعار. ... ولا الأحمق فإنه يجتهد بنفسه لك ولا ينفعك, وربما أراد أن ينفعك فيضرك, فسكوته خير من نطقه, وبعده خير من قربه, وموته خير من حياته. ... ولا الكذاب فإنه لا ينفعك معه عيش, ينقل حديثك, وينقل الحديث إليك, حتى كأنه ليحدث بالصدق فيصدق. (١)

وقال بعض الحكماء: "من أخلاق الحمق: العجلة والخفة والجفاء والغرور والفجور والسفه والجهل والتواني والخيانة والظلم والضياع والتفريط والغفلة والسرور والخيلاء والفجر والمكر, وإن استغنى بطر, وإن افتقر قنط, وإن فرح أشر, وإن قال فحش, وإن سأل ألح, وإن قال لم يحسن, وإن قيل له لم يفقه, وإن ضحك نهق, وإن بكى خار".

وقيل: "يعرف الأحمق بست خصال: الغضب من غير شيء, والإعطاء في غير حق, والكلام من غير منفعة, والثقة بكل أحد, وإفشاء السر, وأن لا يفرق بين عدوه وصديقه, ويتكلم ما يخطر على قلبه, ويتوهم أنه أعقل الناس".

وقال أبو حاتم بن حيان الحافظ: من علامات الحمق سرعة الجواب, وترك التثبت, والإفراط في الضحك, وكثرة الالتفات, والوقيعة في الأخيار, والاختلاط بالأشرار. فمن ابتلي بصحبة الأحمق فليكثر من حمد الله على ما وهب له مما حرمه ذاك. قال محمد الشامي:


(١) - روي هذا الكلام عن الإمام علي رضي والله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>