للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخوف بشتى صوره يصيطر على مختلف مجالات الحياة, فالخوف على المستقبل الاقتصادي والاجتماعي, والخوف من الفشل والخوف من الصحة وكل هذه الامور تترك في النفس الانسانية متاعب نفسية, وليس سوء الصحة الذي يعتري كثيرا من الناس إلا ستارا لمخاوف عميقة القرار, وقد جاءت الشريعة الاسلامية بما هو علاج للخوف والقلق والاضطراب فأرشد الحق سبحانه وتعالى عباده المؤمنين إلى تفويض الامر اليه والتوكل في كل الامور عليه حتى لايثبط الفشل هممهم قال تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (١) . وقال سبحانه {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (٢) بل قد جاء في القرآن الكريم حصر صفات المؤمنين في الخشية من الله ووجل القلوب عند ذكره, وزيادة الإيمان عند تلاوة اياته والتوكل عليه, والانفاق ممارزقهم الله فقال جل شأنه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (٣)

أتى بصيغة الحصر والقصر لصفات المؤمنين فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} خافت وفزعت لمجرد ذكر الله استعظاماً لشأنه {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ} آيات القرآن {زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} وتصديقاً، وهذه هي الصفة الثانية من صفات المؤمنين، والصفة الثالثة هي رجوع المؤمنين إلى الله واعتمادهم عليه


(١) - سورة الشورى الآية (٣٦) .
(٢) - سورة المائدة الآية (١١) .
(٣) - سورة الانفال الآية (٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>