للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الله عز وجل, فحال المؤمن امام الله انه يرى ويعلم ان كل الخلق بيد الله وهو مع الله وذلك سر قوة المؤمن, الا ترى ان الحق سبحانه وتعالى يقول على احد لسان انبياءه: {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (١) فالانسان المؤمن اذا شعر بقوة الله وقدرته وعزته وحكمته فانه يقوى على خصمه وعلى شهواته وعلى اعدائه, اما اذا شعر بالضعف وغاب عنه حقيقة الايمان بقوة الله وعزته وقدرته فانه قد يضعف ومع الضعف الذلة والخنوع والتذلل والشعور بالنقص والخوف وبذل ماء الوجه, قال الشاعر:

إِنَّ الهَوانَ حِمارُ القَومِ يَعرِفُهُ ... والحُرُّ يُنكِرُهُ والرَّسلَةُ الأُجُدُ

وَلَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يُسامُ بِهِ ... إِلاّ الأَذَلاّنِ عَيرُ الأَهلِ وَالوَتِدُ (٢)

وقال اخر:

أَلا إِنَّما التَقوى هُوَ العِزُّ وَالكَرَم ... وَحُبُّكَ لِلدُنيا هُوَ الذُلُّ وَالعَدَم

واما سلطان الخطاب فهو يقول:

وعافَتْ وُرُودَ الذُّلِّ لي نَفْسُ ماجِدٍ ... ترى سَفَها وِرْدي له وخَبالا (٣)


(١) - سورة هود الاية (٥٦) .
(٢) - المتلمس الضبعي, ? - ٤٣ ق. هـ / ? - ٥٨٠ م جرير بن عبد العزى، أو عبد المسيح، من بني ضُبيعة، من ربيعة. شاعر جاهلي، من أهل البحرين، وهو خال طرفة بن العبد. كان ينادم عمرو بن هند ملك العراق، ثم هجاه فأراد عمرو قتله ففرَّ إلى الشام ولحق بآل جفنة، ومات ببصرى، من أعمال حوران في سورية. وفي الأمثال: أشأم من صحيفة المتلمس، وهي كتاب حمله من عمرو بن هند إلى عامله بالبحرين وفيه الأمر بقتله ففضه وقُرِأ له ما فيه فقذفه في نهر الحيرة ونجا.
(٣) - السلطان الخطاب٤٧٥ - ٥٣٣ هـ / ١٠٨٢ - ١١٣٨ م السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري.
أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>