للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل فظٍّ رديِّ الخال منقبضاً..... وكل برٍّ حميد الفال منشرحا (١)

وفي التفاؤل الرضا بقدر الله والسكينة بقضائه والاطمئنان الى مكتوبه, وهذه المعاني هي الحياة بمعناها الحقيقي وذوقها الرائع, وبلسمها العذب, فيالله مااروعها كلمة, ومن هنا يجب ان يدرك الاباء والتربويون والصحفيون وموجهو برامج الاعلام دورهم الكبير في اشاعة التفاؤل في عناصر المجتمع, والتحذير من هيمنة اليأس والقنوط وقطع الامال, فالمتشائمون لايصنعون مستقبلا ولايتغلبون على مصاعب الحياة, لانهم لايحملون نورا يضيء لهم الطريق, بينما المتفائلون يحملون نورا في قلوبهم وفي ارواحهم وفي بصائرهم وفي بصيرتهم.

الحياة نقيض الموت

الحياة نقيض الموت, فشتان بين الحياة والموت, وبين الأعمى والبصير, وبين المشرق والمغرب, وبين الاحياء والاموات, شتان بين انسان مليء السمع والبصر يتكلم ويتحدث ويبتسم, ويسأل ويجيب, ويفكر ويحاكم, وينتقل ويمشي, ويعمل في طاعة ربه, وبناء مجده, وبين انسان جثة هامدة, ملقى على الطريق, كما ان هناك فرقا كبيرا بين الحياة والموت فهناك فرق كبير بين قلب حي يذكر الله وبين قلب ميت, وفي الحديث النبوي (مَثَلُ


(١) - هذا البيت لسليمان الصولة ١٢٢٩ - ١٣١٧ هـ / ١٨١٤ - ١٨٩٩ م سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية، واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ولزمه مدة ثلاثين سنة، وله فيه قصائد، وسافر إلى مصر سنة ١٨٨٣م فأقام إلى أن توفي بالقاهرة. له (ديوان -ط) ، وله: (حصن الوجود، الواقي من خبث اليهود - خ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>