للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاذا رايت العمل خاليا عن الاخلاص فذلك دليل فساد في المعتقد والاخلاق, بل هو نذير شؤم يحقق وجود انهدام الكائنات لدى قوم يعقلون. فبالسير على منهج الله والاخلاص في العبادة والعمل تتحقق المراقبة, فتنجبر الطبيعة, وتعلم ان عمل الخير اصلح لها, ومناط سعادتها, فتفعل ذلك ميلا اليه, ومحبة فيه, وتبتعد عن كل عمل مشين, ويرحم الله اباالعتاهية حيث يقول:

وما من مخلص لله الا ... على اعماله اثر القبول

وقال اخر:

أنا الزعيم لمن يخلص لخالقة ... ويعمل الصالحات ان يحرز الرشدا

ولله در شوقي حيث يقول:

كُلُّ ما أَتقَنتَ مَحبوبٌ وَجيه ... مُتقَنُ الأَعمالِ سِرُّ اللَهِ فيه

يُقبِلُ الناسُ عَلى الشَيءِ الحَسَن ... كُلُّ شَيءٍ بِجَزاءٍ وَثَمَن

اِنظُرِ الآثارَ ما أَزيَنَها ... قَد حَباها الخُلدَ مَن أَتقَنَها

وقد احسن من قال:

ما دامَ رائِدَنا الإِخلاصُ في العَمَلِ ... لا بُدَّ نَبلغُ يَوماً غايَةَ الأَمَلِ

أَمران مَن يَعتَصِم يَوماً بحَبلهما ... فَالنُجحُ رائِدهُ في أَيِّما عَملِ

هُما الثَباتُ وَتَوحيدُ القُلوبِ لِذا ... إِلَيهِما قد دعانا خاتَمُ الرُسُلِ

<<  <  ج: ص:  >  >>