للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (١)

اما اذا كنت تمشي في طريق الايمان وحصل لك وحشة, او ضيق فلعلها معالجة الاهية لطيفة لقلبك, وامتحان للبك, فعليك ان تصبر وتستغفر حتى تنجلي هذه الحالة بفضل الله وقدرته, وفي الحديث النبوي: (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) (٢) وكان صلى الله عليه وآله وسلم (يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا قَالَ نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ) (٣) وفي الذكر الحكيم: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (٤) فالله عز وجل هو الذي بيده الخير كله, وهو الذي ان شاء ملأ قلبك رضا, وصدرك فرحا وسرورا, وملأ يدك رزقا وخيرا, وبسط لك العيش, ويسر لك العبادة وسبل الفلاح والنجاح, وان عصيته وأعرضت عن ذكره قبض عنك كل سعادة, وقبض عنك الفهم, وقبض قلبك, فلا يغنم ولا يرى نورا, فياتي التشاؤم والشقاء, فتعرف على الله في الشدة, يعرفك في الرخاء, واعلم ان الله القابض الباسط الخافظ الرافع المعز المذل المبدء المعيد بيده كل خير,

فتعرف على اسمائه, وعلى شريعته, وعلى احكامه تعش سعيدا في الدنيا والاخرة.


(١) - سورة البقرة الاية (٧) .
(٢) - مسلم في صحيحه حديث رقم (٤٨٧٠) .
(٣) - الترمذي في سننه حديث رقم (٢٠٦٦) .
(٤) - سورة آل عمران الاية (٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>