هذه فحسب لحظات الحياة لمن اتبع رضوان الله وكان شاكرا لنعم الله راضيا بقدره ومدركا لخيراته الوفيرة في هذه الحياة, ان الجرح الذي ربما اصابك في قدمك يقابله عافية في سائر جوارحك, فلا تنظر الى جانب من الحياة دون ان تستشعر ماحولك من نعم الله في الجانب الاخر, لكي لاتسخط ولا تضجر, ولله در القائل:
علمتني الحياة ان اتلقى ... كل الوانها رضا وقبولا
ورايت الرضا يخفف اثقالي ... ويلقي على المأسي سدولا
والذي الهم الرضا لاتراه ... ابد الدهر حاسدا او عذولا
انا راض بكل ماكتب الله ... ومزجي اليه حمدا جزيلا
انا راض بكل صنف من ... الناس لئيما الفيته او نبيلا
لست اخشى من اللئيم اذاه ... لا ولن اسأل النبيل فتيلا
فسح الله في فؤادي فلا ارضى ... من الحب والوداد بديلا
علمتني الحياة ان لها طعمين ... مرا وسائغا معسولا
فتعودت حالتيها.. قريرا ... وألفت التغيير والتبديلا
نحن كالروض نضرة وذبولا ... نحن كالنجم مطلعا وافولا
نحن كالريح ثورة وسكونا ... نحن كالمزن ممسكا وهطولا
نحن كالظن صادقا وكذوبا ... نحن كالحظ منصفا وخذولا
قد تسرى الحياة عني فتبدي ... سخريات الورى قبيلا قبيلا
فاراها مواعظا ودروسا ... ويراها سواي خطبا جليلا