قلنا: هناك عوامل عدة لنجاح الأفراد ولنجاح الأمم, فالإنسان يعيش حياته بين دائرتين: دائرة هموم ودائرة تأثير, فدائرة الهموم: في الأمور التي تهمك لكنك قد لا تملك التأثير فيها, وأما دائرة التأثير: في الأشياء التي يمكنك أن تؤثر فيها إيجاباً أو سلباً, فإن الناجح من الناس تتسع دائرة تأثيره بصورة ملحوظة, فهو يسعى إلى التأثير في الأشياء بوجه حسن وهمة عالية, بتفكير سليم وخلق قويم وعمل مستديم.
فالعاقل يعرف أن كل شيء يصنع مرتان, يصنع أولاً في الذهن, ثم يصنع بعد ذلك في أرض الواقع, فأنت الذي تصنع الأمل وتستشرف المستقبل بناءً على تطلعاتك قبل حدوثها.
وهذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان ينوه في بداية الدعوة عن إيمان وعزيمة وثبات ويقول:(ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل يعز بعز الله في الإسلام ويذل به في الكفر) , وكان تميم الداري رضي الله عنه يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي لقد أصاب من أسلم منهم الخير والشرف والعز ولقد أصاب من كان كافرا الذل والصغار والجزية (١) .
وقد يقول أحدنا: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا ينطق عن الهوى فهو يخبر عن أمر أخبره الله تعالى به فهو متحقق الوقوع, فمن أين لنا أن نرسم الحياة كما نريد؟
(١) - أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الفتن والملاحم حديث (٨٣٢٦) .