الحياة تشرق كانها لحظة عمر الانسان فحسب؟ يرى الانسان الفجر وهو يزيح الظلام ويكشف سواده عن الناس فيرى الفجر وهو يعيد للانسان نشاطه وحيويته وطاقته وروحه في عالم الارض من جديد, ويكفي الانسان في هذه اللحظة وهو يرى الناس في بداية حياتهم في يوم جديد وفي يوم عمل ليبتسم فيه في وجه اخيه وفي وجه الحياة, وهل الحياة الا بسمة في زمن الفجر؟ فلماذا اخي لاتبتسم في وجه اخيك وانت تنظر الى هذه الصورة المشرقة المريحة الجميلة لهذه الحياة, وانت تعلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ)(١) فاعتبر الابتهاج والابتسامة عملا ايجابيا يقتضي رضا الله ومكافأة المتبسم باعتبار تبسمه نوعا من الصدقة, وهل تدري ان ابتسامتك في وجه اخيك فيه ادخال للسرور الى قلبه فهي تعبير عن الرضا والسرور والشعور بالسعادة لرؤية اخيك, وفي ذلك مدعاة للطمأنينة والثقة بالشخص المبتهج المبتسم فهي تزيد من جاذبية الانسان وقدرته على اقناع واستقطاب الاخرين دون عناء, كما ان الابتسامة والابتهاج تعبير عما يفيض من اعماق الانسان من رضا وسعادة وثقة بالنفس, وثقة بما عند الله وحبا واحتراما للاخرين ورغبة في ان يقدم لهم هدية مستمرة من خلال رؤيتهم لوجه متألق تغمره الابتسامة, ويسوده الارتياح, هذه الابتسامة والابتهاج تنعكسان من اعماق الانسان على تفكيره وروحه هدوءاً وسلاماً