للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى بأنه يصير علقة وهي مجموعة الخلايا التي تنقسم إليها البويضة بعد تلقيحها, لقد نتأت على سطحها نتوأت تصلها بحائط الرحم, وسميت علقة لنها تعلق بجدار الرحم, على أن الجنين يصير بعد ذلك مستديراً بغير انتظام ومكوراً ويبقى كذلك عدة أسابيع وقد سماه الله مضغة -لكثرة الشبة بينه وبين قطعة اللحم الممضوغة- وهي في الاصطلاح الطبي عبارة عن نمو العلقة وتنوع خلاياها وتميز بعض أجزائها عن البعض الآخر وهنا يبدأ طور التكوين وتظهر آثار العظام في المضغة, وبعد أن تتكون العظام يبدأ اللحم في التكون بظهور العظلات وذلك بتكون الخلايا التي تحيط بالعظام وبينما تظهر العظام والعظلات تتكون بقية أعضاء الجسم. (١) {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} .

إن خلق الإنسان معجزة عظيمة وآية تدل على أنه الخالق الواحد سبحانه المستحق للعبادة قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢) , وهذا النص يقرر أن الله جل وعلا وحده الخالق للإنسان فكيف لا يكون وحده المعبود, فآية إثبات الخلق لله تعالى وحده تثب الألوهية لله سبحانه وتعالى. فقد نبه الحق سبحانه وتعالى بذلك على أنه وحده الخالق لكم ولآبائكم ومن تقدمكم, وإنه لم يشركه أحد في خلق


(١) - انظر: الدكتور عفيف عبد الفتاح طبارة في كتابه: روح الدين الإسلامي, ص٦١ , نقلاً عن كتاب الإسلام والطب الحديث ص٨١.
(٢) - سورة البقرة الآية (٢١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>