للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قبلكم, ولا في خلقكم, وخلقه تعالى لهم متضمن لكمال قدرته وإرادته وعلمه وحكمته وحياته, وذلك يستلزم لسائر صفات كماله, ونعوت جلاله فيتضمن ذلك إثبات صفاته وأفعاله ووحدانيته في صفاته فلا شبيه له فيها ولا في أفعاله فلا شريك له فيها. (١)

قال الشاعر:

انظر إلى الكون وهو في عدمٍ ... واطلب له الخالق الذي خلقه

تجد هناك الوجود منفرداً ... به تعالى مقال أهل ثقه

وتعرف الكل لا وجود لهم ... إلا به والعقول متفقه (٢)

فإذا ضاقت عليك نفسك, أو ضاقت عليك الأرض بما رحبت, أو جفاك النوم في مرقدك, وصاحبك الأرق, وبارت حيلك, فارفع أكف الضراعة وابتهل لخالقك فهو يراك ويسمع دعاك.

قال الشاعر:

مهما رسمنا في جلالك أحرفاً ... قدسية تشدو بها الأرواح

فلأنت أعظم والمعاني كلها ... يا رب عند جلالكم تنداح (٣)


(١) - الجامع لأسماء الله الحسنى ص١١٦.
(٢) - تنسب هذه الأبيات لعبد الغني النابلسي (١٠٥٠-١١٤٣هـ/١٦٤١-١٧٣٠م) شاعر عالم بالدين والأدب مكثر من التصنيف، تصوف ولد ونشأ في دمشق ورحل إلى بغداد وعاد إلى سوريا وتنقل في فلسطين ولبنان وسافر إلى مصر والحجاز واستقر في دمشق وتوفي فيها. له مصنفات كثيرة جداً منها: (الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية-ط) و (تعطير الأنام في تعبير الأنام-ط) و (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأَحاديث-ط) ، و (علم الفلاحة-ط) ، و (قلائد المرجان في عقائد أهل الإيمان-خ) ، و (ديوان الدواوين-خ) مجموع شعره وله عدة دواوين.
(٣) - ورد هذا البيتان في كتاب دع الحزن وابدأ الحياة تأليف عبد الله بن سعيد الزهراني , ص١١ , الناشر: دار الطرفين للنشر والتوزيع الطائف.

<<  <  ج: ص:  >  >>