وهو بحاجة الى من يعينه ويرشده ويذكره اعمال البر والايثار والتراحم التي قل ماتبدو صورها النبيلة, وهو بحاجة الى من يهديه الى افضل الاعمال والاخلاق حتى يكون انسانا سويا, وهو بحاجة ايضا الى من يعينه, ويوطن نفسه على الثبات وقوة الجاش, ولن يجد ذلك الا في الصلاة التي يناجي فيها ربه ويثني عليه, فهو الذي يعين ويبصر ويسدد ويوفق ويرزق ويعطي ويمنع, فهو يقف امام ذي القوة والعلم الشامل ليكمل له قصور معرفته, وما يعجز عنه لضعف قواه, يحمده ويمجده ويسترضيه, ثم يسأله بعد ذلك هداية تحفها النعمة ويجانبها السخط, وفي الحديث القدسي قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي وَإِذَا قَالَ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ) (١) فالانسان حينما يقوم مبكرا الى صلاة الفجر يكون قد ارتبط بالقوة العظمى التي تهيمن على الكون فيكون قد ارتبط بالله الذي خلقه يمنحه قبسا من العون والنشاط والنور والهدى من اول يومه , ويكون بذلك قد نال ضمانا في يومه يقضي سحابة يومه وهو في حرز منيع لانه ارضى