للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصناف المذكورة لا يتجاوزها بل هي لهم لا لغيرهم، فللصدقات أهداف وفوائد كثيرة روحية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية وسياسية بعضها فردية وبعضها جماعية, وهي مع ذلك ركن من أركان الاسلام كما سبق بيان ذلك, ويتبين من النص القرآني قصر الصدقة على هذه الأصناف لغاية وأهداف يظهر تكاملها على مستوى المجتمع كله سواء فيما يتعلق بالمعطِي أو المعطَى له أو بالكيان الاجتماعي الذي تصرف فيه الزكاة, وسيجد المتدبر لكتاب الله وما يتبين أثره في الصرف في الأصناف الخمسة من الاصناف الثمانية الذين هم: الفقراء والمساكين والرقاب والغارمين وابن السبيل. ان القرآن الكريم قد كان سابقا للنظم القانونية في تقرير نظام التكافل, فالانفاق على الضعفاء والزمنة والمحتاجين والمرضى والعجزة والمكفوفين والمسنين وذوي العاهات البدنية أو العقلية يعني ايجاد مجتمع متكافل متضامن متكامل, ويدخل في مصارف الزكاة ذوي الدخل القاصر عن كفايتهم لقلة الاجر أو كثرة العيال أو ارتفاع الاسعار باعتبار ان كل هؤلاء من الفقراء والمساكين, ويدخل في مصرف ابن السبيل المهاجرون في سبيل الله والمهجَّرون والمشرَّدون بفعل الكوارث الطبيعية من المسلمين إذا لجئوا إلى إقليم آخر من أقاليم الدولة الاسلامية فانقطعوا عن بلادهم, واللاجئون السياسيون الذين فروا من أجل دينهم من ديار الكفر والطغيان فانقطعوا عن بلادهم، وطلبة العلم في ديار الغربة الذين لا يجدون كفايتهم فينقطعون عن أوطانهم, لأن هؤلاء هم في سفر فيه طاعة أو سفر مباح

<<  <  ج: ص:  >  >>