للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس في ذلك سفر معصية, فيندرجون في عموم النص ويعطون بقدر حاجتهم إلى أن يتيسر لهم العودة إلى أوطانهم أو يعتزموا الإقامة الدائمة في محل انقطاعهم (١) . وفي هذا الانفاق شرف الانسان وسعادته وفي الذكر الحكيم: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (٢) فالله سبحانه وتعالى حكيم في تقديره وتدبيره وقد احكم التدبير والتقدير حينما افترض هذه الزكاة وحدد مصارفها, فاذا اراد الإنسان ان يعيش سعيدا فعليه ان يعمل بامر الله وبحكمه وبتقدير الله المدبر الحكيم الرحيم العليم الذي كل مافي الكون ينطق باسم الله العزيز الحكيم خلقا وتصرفا ومصيرا, نباتا وحيوانا وانسانا وشمسا وقمرا, ليلا ونهارا, ورزقا وهداية وتوفيقا, فالانسان اذا لم يتصل بالله فلن تزكو نفسه ولن يتطهر قلبه وربما ظل, فاذا اعتمد على ماله وخبرته وقدرته وجماعته وسلطانه ووجاهته ونسي الله تخلى الله عنه, وضل طريقه, وربما ترتب على منعه الزكاة هلاكه, فاذا اعتمد على نفسه وعلى ماله, وعلى قوته اوسلطانه ونسي الله فانه يكون قد اشرك وهو لايدري, وربما ذهب سلطانه وذهب ماله وذهب جاهه وكانت عاقبة امره خسرا, ولايغرك امهال الله لمن هذا حاله ردحا من الزمن فلعل ذلك فتنة له وبلاء ووبالا عليه, فقد يسلبه الله التوفيق او يقع في خطيئة يعاقبه الله عليها, وقد يكون


(١) - لتفصيل اوسع انظر مؤلفنا خلاصة الكلام في تفسير ايات الاحكام, ج٢/ ص٩٩٣الى ١٠٠٨.
(٢) - سورة البقرة الآية (٢٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>